معاناة مبتوري الأطراف في غزة: تحديات جسدية ونفسية واجتماعية في ظل الحصار الإسرائيلي

أكد المدير العام لمستشفى حمد للأطراف الصناعية في غزة أحمد نعيم استمرار معاناة مبتوري الأطراف في القطاع والتي تتجاوز حدود الإصابة الجسدية لتلامس كافة تفاصيل حياتهم، موضحا أن الشخص الذي يتعرض للبتر يواجه واقعًا جديدًا صعبًا يختلف تمامًا عمّا كان عليه قبل الإصابة، ومع الظروف الكارثية التي يعيشها قطاع غزة اليوم تتفاقم هذه التحديات بصورة غير مسبوقة.
وأوضح نعيم في تصريحاته أن المصابون ببتر في غزه يعانون صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية المتخصصة والأدوات المساعدة، فقدان القدرة على العمل وتأمين احتياجات أسرهم الأساسية.
مع تحديات في الحصول على المياه والغذاء والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى صعوبات بالغة في التنقل في ظل الدمار الشديد للبنية التحتية وانعدام وسائل النقل.
يُعدّ مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعيه في غزة، واحدًا من أكبر مراكز وإحدى أهم المؤسسات المتخصصة في التأهيل الحركي والأطراف الصناعية والأمراض العصبية والسمعية في غزة، ومنذ بدء تشغيله في إبريل 2019 وحتى اليوم، استطاع المستشفى تقديم خدمات تأهيلية متكاملة لأكثر من 50 ألف مستفيد من ذوي الإعاقة الحركية والإدراكية والعصبية والسمعية، عبر طواقمه المتخصصة وتجهيزاته الطبية النوعية، بحسب نعيم.
وأوضح أن المستشفى يبذل جهودًا كبيرة للتخفيف من معاناة مبتوري الأطراف في غزة، رغم محدودية عدد الكادر المتخصص، حيث يعمل الطاقم الطبي بطاقة مضاعفة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وقد تمكن المستشفى حتى اليوم من مساعدة أكثر من 180 مستفيدًا من مبتوري الأطراف، من خلال توفير أطراف صناعية سفلية وعلوية، إضافة إلى صيانة الأطراف وأجهزة تعويضية متنوعة، ما مكّن المستفيدين من العودة لممارسة أنشطة حياتهم اليومية وتحسين قدرتهم على الحياة بشكل مستقل.
وتسعى إدارة المستشفى مستقبلًا لزيادة الإنتاج السنوي من الأطراف الصناعية إلى ما بين 400-500 طرف، غير أن الحصار الإسرائيلي يفرض قيودًا كبيرة على إدخال المواد الخام اللازمة لصناعة الأطراف، حيث إن المواد المتوفرة حاليًا تكفي فقط لتغطية احتياجات شهرين، مقارنة بالاحتياج الكبير والمستمر لمبتوري الأطراف في غزة.
ولفت إلى أن عملية إعادة دمج مبتوري الأطراف في المجتمع بعد الصدمات التي تعرضوا لها هي عملية شاملة ومتكاملة، تتطلب جهودًا متعددة الجوانب تأهيلية ونفسية واجتماعية ومهنية وذلك لضمان استعادة المصاب لثقته بنفسه وقدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي ومستقل قدر الإمكان.
أكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة ضاعفت حالات بتر الأطراف بنسبة تزيد عن 225%، مع أكثر من 5000 حالة بتر جديدة منذ بداية الحرب في أكتوبر من العام 2023 ، و20% من اطفال غزه وفق أخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية ، مقارنة بـ 2000 حالة قبل أكتوبر 2023 ، ليصبح الإجمالي 7000 حالة بتر.



