جيل الديون الثقيلة.. الجيل Z يغرق في دوامة الإفلاس

يعيش جيل يظن أن المال ينمو على أشجار البنوك، وأن بطاقات الائتمان ليست سوى عصا سحرية لتحقيق الأحلام. جيلٌ يرى أن الحياة تدور بين المقاهي الفاخرة والمتاجر الباهظة، وأن السعادة تكمن في أحدث صيحات الموضة وأغلى الهواتف. لكن هل هذه مجرد صورة نمطية أم حقيقة تعكس واقعًا ماليًا مأزومًا؟
الجيل Z وتحطيم أرقام الديون
كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة Talker Research لصالح مجلة “نيوزويك“، أن الجيل Z -المولود بين عامي 1997 و2012- يحمل أعلى متوسط ديون شخصية مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.
الديون بالأرقام:
الجيل Z: متوسط ديونه 94,101 دولار
جيل الألفية: 59,181 دولار
جيل X: 53,255 دولار
أرقام صادمة تكشف أن الشباب اليوم يعانون من وطأة الديون أكثر من أي جيل سابق، في ظل تضخم متزايد، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانتشار ثقافة الاستهلاك بلا وعي مالي.
الديون تلاحق الجيل Z ليلًا ونهارًا
52% من شباب الجيل Z أفادوا بأن الديون تشغل أذهانهم معظم الوقت أو طوال الوقت، مما يجعلهم يعيشون في قلق دائم، وفقًا للاستطلاع.
تزايد معدلات التأخر في السداد لأكثر من 90 يومًا، لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاث سنوات، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
هروب من الأزمة.. ولكن إلى أين؟
مع تصاعد الضغوط المالية، ينتقل بعض الشباب إلى خارج الولايات المتحدة بحثًا عن حياة أقل تكلفة. ووفق تقرير المغتربين الأمريكي لعام 2024، فإن 45% من الجيل Z غادروا البلاد لهذا السبب.
بطاقات الائتمان.. قيد من ذهب؟
يعتمد الكثير من شباب الجيل Z على بطاقات الائتمان لتغطية نفقاتهم اليومية، لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين بديون الفوائد المرتفعة، بسبب غياب الثقافة المالية الصحيحة.
تحذيرات من مستقبل مرهون بالديون
تحذر كريستي كيم، الرئيسة التنفيذية لشركة “توموكريديت”، من أن الجيل Z يحمل ديون بطاقات ائتمان أكثر من أي جيل آخر، بسبب:
أعباء قروض الطلاب المتزايدة
ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم
نقص التعليم المالي
وتؤكد أن الديون المبكرة قد تؤدي إلى تأخير تحقيق الإنجازات المالية الكبرى، مثل امتلاك منزل أو التخطيط للتقاعد، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الاقتصاد الكلي.
جيل يصارع التضخم والغلاء
وفق دراسة أجرتها مؤسسة United Way، فإن 69% من شباب الجيل Z يعتبرون التضخم وتكاليف المعيشة أكبر مخاوفهم المالية، مقارنة بالمخاوف التقليدية لدى الأجيال الأكبر سنًا مثل الضرائب أو سياسات الإنفاق الحكومي.
هل ينجح الجيل Z في قلب المعادلة؟
ربما نراه جيلًا غارقًا في الديون، لكنه قد يكون أيضًا الجيل الذي سيعيد تعريف الثروة والنجاح المالي. فهل يتمكن من تحويل الديون إلى ثروات، أم أن ثقافة الاستهلاك المفرط ستجعله أسيرًا للقروض مدى الحياة؟ السنوات القادمة تحمل الإجابة!