تشهد الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة أزمة حادة في أسعار الليمون البلدي، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق، ووصل سعر الكيلو إلى نحو 150 جنيهًا في بعض الأسواق الشعبية الكبرى، مثل سوق الساحل بمصر القديمة، ما أثار استياءً واسعًا بين المستهلكين وأدى إلى ارتباك في حركة البيع والشراء.
وتُعزى هذه الأزمة إلى قلة المعروض من الليمون البلدي في السوق مقارنة بارتفاع الطلب عليه، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد زيادة في استخدامه في العصائر والمخللات والطهي.
كما أن التقلبات الجوية الحادة التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية أسهمت بشكل كبير في تلف المحصول، حيث أشار العديد من التجار إلى أن الظروف المناخية غير المستقرة تسببت في خسارة كميات كبيرة من المحصول، مما أدى إلى تراجع جودة الليمون الذي يُعرض حاليًا في الأسواق، حيث يفتقر إلى العصارة المطلوبة، ما جعل الكثير من المستهلكين يعزفون عن شرائه.
ورغم هذه الأزمة، يعكف العديد من التجار على الترجيح بأن الانفراجة قريبة، حيث يُتوقع وصول محصول جديد من الليمون خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما من شأنه أن يؤدي إلى تراجع الأسعار بشكل تدريجي. ومن المنتظر أن تغطي شحنات الليمون الجديدة الطلب في السوق المحلي، وتعيد الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية، الأمر الذي من شأنه تخفيف العبء عن الأسر المصرية.
ويُشير بعض التجار إلى ضرورة أن تتحرك الجهات الحكومية لدعم المزارعين في مواجهة التقلبات الجوية غير المتوقعة، والعمل على توفير آليات لضمان استقرار المحصول وحماية الزراعة المحلية من مثل هذه الأزمات. ويفضل البعض من التجار والمستهلكين التحلي بالصبر وعدم التخزين المفرط للمنتجات في هذه الفترة، حتى لا يتم زيادة الضغط على الأسعار.
وفيما يخص بقية أسعار الخضروات، فقد شهدت الأسواق حالة من الاستقرار، حيث تم تسجيل انخفاضات ملحوظة في الأسعار بعد انتهاء موسم شهر رمضان، حيث تراوحت أسعار الخضروات مثل الباذنجان الذي سجل سعرًا يتراوح بين 8 إلى 14 جنيهًا للكيلو، وكذلك الكوسة التي تراجعت إلى 8 جنيهات للكيلو، والفلفل الألوان الذي وصل إلى 35 جنيهًا بعد أن كان يتجاوز حاجز 60 جنيهًا في رمضان.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الخضروات في السوق، فإما أن يحدث التحسن مع قدوم المحصول الجديد، أو تستمر الأزمة التي تضر بجميع أطراف السوق وتزيد من معاناة المستهلكين.
