أوكرانيا تعرض وقف إطلاق نار جزئي في جدة لاستعادة دعم واشنطن

في خطوة تهدف إلى استعادة دعم البيت الأبيض، عرضت أوكرانيا على الولايات المتحدة، خلال محادثات في جدة اليوم الثلاثاء، خطة لوقف إطلاق نار جزئي مع روسيا، تشمل تعليق العمليات القتالية في الجو والبحر، في مبادرة تأمل كييف أن تسهم في إقناع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف الضغوط عليها.
وقال مسؤول أوكراني، لوكالة “فرانس برس”، إن “وقف إطلاق النار في الجو والبحر خياران يسهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما سريعًا”. تأتي هذه المحادثات في ظل تصعيد عسكري خطير، حيث شنت أوكرانيا، ليلة الاثنين/الثلاثاء، هجومًا جوّيًا مكثفًا بأكثر من 330 طائرة مسيّرة استهدفت مناطق روسية، بينها موسكو، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.
توتر أمريكي-أوكراني ومفاوضات جدة
تعدّ هذه المحادثات الأهم منذ المواجهة الحادة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 فبراير الماضي، عندما انتقد ترامب كييف بشدة واتهمها بعدم الامتنان للدعم الأمريكي. وعلى الرغم من إرسال زيلينسكي لاحقًا رسالة اعتذار، فإنه اختار تفويض ثلاثة من كبار مساعديه لتمثيله في المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين في جدة، بينما التقى شخصيًا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويشارك في المحادثات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، حيث أشار روبيو إلى أن تعليق المساعدات العسكرية واللوجستية لأوكرانيا سيكون محور النقاش، معربًا عن أمله في تحقيق تقدم بهذا الشأن.
ضغوط أمريكية وتداعيات على الجبهة الأوكرانية
منذ الأزمة بين زيلينسكي وترامب، أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية والتعاون الاستخباراتي مع كييف، في محاولة لدفعها نحو تقديم تنازلات تفاوضية مع موسكو. وفي المقابل، كثفت روسيا عملياتها العسكرية، مستهدفة البنية التحتية الأوكرانية، كما استعادت مناطق حدودية في كورسك كانت قد سيطرت عليها القوات الأوكرانية.
وأكد روبيو أن الولايات المتحدة لم توقف تمامًا تبادل المعلومات الاستخباراتية، لكنه لمّح إلى أن الضغط سيستمر على كييف لإيجاد حل سياسي. كما كشف أن زيلينسكي لم يوقّع حتى الآن على اتفاق يمنح واشنطن امتيازات اقتصادية، من بينها إمكانية الوصول إلى ثروات أوكرانيا المعدنية، وهو ما كان ترامب قد طرحه سابقًا كتعويض عن المساعدات العسكرية المقدّمة.
ملامح اتفاق محتمل؟
وسط الضغوط، تستعد أوكرانيا لإعلان تأييدها لوقف إطلاق نار جزئي خلال محادثات جدة، وهو ما وصفه روبيو بأنه “خطوة ضرورية” لكنه أكد أنه “ليس كافيًا لإنهاء الحرب”، مشددًا على ضرورة تقديم تنازلات من كلا الطرفين للوصول إلى تسوية.
وفي حين أبدى ترامب تشددًا تجاه روسيا، حيث هددها بمزيد من العقوبات لإجبارها على التفاوض، إلا أن التحولات الأخيرة في السياسة الأمريكية فاجأت الحلفاء، خاصة بعد لقاء مسؤولين أمريكيين بنظرائهم الروس الشهر الماضي في السعودية، وهو أول تواصل دبلوماسي رفيع المستوى منذ بدء الحرب.
كما ألمح روبيو إلى أن واشنطن لن تتبنى موقفًا تصعيديًا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، حيث أشار إلى أن بلاده ستعترض على أي خطاب “معادٍ” لموسكو، في خطوة تعكس تحولا ملحوظًا في النهج الأمريكي تجاه الأزمة الأوكرانية.