فنون وثقافة

وفاة سامح عبد العزيز.. رحيل مخرج مزج بين البساطة والعبقرية

 

ودّعت الساحة الفنية صباح اليوم المخرج سامح عبد العزيز، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد مسيرة إبداعية حافلة امتدت لأكثر من عقدين، قدّم خلالها أعمالًا أصبحت جزءًا من ذاكرة الفن المصري، بأسلوب يجمع بين الحس الشعبي والبُعد الإنساني.

وعلى الرغم من تميزه المهني، كان عبد العزيز في عيون زملائه وأصدقائه أكثر من مجرد مخرج؛ فقد وصفه كثيرون بأنه إنسان حقيقي، صاحب قلب طيب، وروح مرحة، وبساطة تأسر من حوله.

أعمال لا تُنسى
من أبرز الأعمال التي أخرجها سامح عبد العزيز والتي رسخت اسمه في وجدان المشاهد المصري، أفلام: “كباريه”، “الفرح”، “تيتة رهيبة”، “سامي أكسيد الكربون”، و”حلاوة روح”، إلى جانب مسلسلات ناجحة مثل “رمضان كريم” و*”بين السرايات”*، التي برع فيها في تقديم دراما واقعية قريبة من الشارع المصري.

نعي مؤثر ورسائل حب من الوسط الفني
فور إعلان خبر الوفاة عبر الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، انطلقت موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توالت رسائل النعي من نجوم الفن، عبّروا فيها عن صدمتهم وألمهم لفقدان زميل وصديق.

النجمة يسرا كتبت: “فقدنا اليوم صديقًا عزيزًا ومخرجًا مبدعًا. قلبي مع أسرته ومحبيه في هذا المصاب الجلل”، فيما كتب محمد هنيدي: “ربنا يرحمك يا صديقي ويصبرنا على فراقك”. أما الفنان إدوارد فعبّر عن حزنه بالقول: “قلبي وجعني أوي.. الله يرحمك يا سامح”.

وكتب شيكو: “كنت واحشني، ودلوقتي هتوحشني أكتر يا صاحبي”. وأضاف هشام ماجد: “كان صديقًا جدعًا ومرحًا.. الجميع كان يحبه”. بينما اختصر صبري فواز مشاعره بجملة مؤلمة: “الدنيا ماعادتش حمل ناس حلوة”.

“مهنة الموت المبكر”
في تعليق مؤثر، وصف المخرج مجدي الهواري مهنة الإخراج بأنها “مهنة الموت المبكر”، وكتب: “مات من كان يمتلك من الطيبة والمرح ما يجعلنا جميعًا نحزن عليه، ونكتئب لأنه لم يُكمل الخمسين”. كما أشار المخرج عمرو سلامة إلى ظاهرة رحيل المخرجين المصريين مبكرًا، مقارنة بنظرائهم في هوليود.

تشييع الجثمان
من المقرر أن تُشيّع جنازة المخرج الراحل بعد صلاة العصر من مسجد الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر، وسط حضور واسع من أصدقائه وأهله ونجوم الفن الذين عاصروه أو تعاونوا معه.

نقابة السينمائيين تنعى
نعت نقابة المهن السينمائية الراحل في بيان رسمي، أعربت فيه عن بالغ الحزن والأسى، مؤكدة أن الساحة فقدت فنانًا مخلصًا وزميلًا عزيزًا، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

إرث لا يُنسى
كان سامح عبد العزيز صوتًا سينمائيًا منحازًا للناس، ناقدًا للحياة بصيغة شعبية راقية، حريصًا على أن تكون أعماله مرآة للشارع المصري، يجمع بين البساطة والعمق، والضحكة الصافية والوجع الحقيقي.

اليوم، فقد الوسط الفني ركنًا من أركانه، لكنه ترك خلفه إرثًا من المحبة والاحترام، وأعمالًا ستبقى تنطق باسمه في ذاكرة الفن المصري.

رحل الجسد، وبقي الأثر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى