الهند ترفض شراء مقاتلات “إف-35” الأمريكية وتُفضّل الشراكات الصناعية المحلية

كشفت وكالة “بلومبرج”، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الحكومة الهندية أبلغت رسميًا الولايات المتحدة بعدم رغبتها في شراء مقاتلات “إف-35” الأمريكية، مفضلة التركيز على التعاون في مجالات التصميم والإنتاج المشترك للمعدات العسكرية داخل الأراضي الهندية، وذلك بحسب ما أفادت به صحيفة “إيكونوميك تايمز”.
وأوضحت المصادر أن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تضع في أولوياتها تعزيز التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا، على حساب الصفقات العسكرية التي تعتمد على التوريد المباشر من الخارج.
ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد التوترات التجارية بين البلدين، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات البضائع الهندية اعتبارًا من 1 أغسطس، مبررًا القرار بارتفاع الرسوم الجمركية الهندية ووجود حواجز تجارية، إلى جانب تنامي التعاون بين نيودلهي وموسكو في مجالات الطاقة والتسلح.
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، قد صرّح في أبريل الماضي أن واشنطن تأمل في أن تزيد الهند من مشترياتها من الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك مقاتلات “إف-35” الشبحية، في إطار تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية.
وفي المقابل، أثارت تصريحات ترامب الأخيرة قلقًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية في الهند، حيث اعتبرتها نيودلهي تهديدًا بإعادة التوتر إلى العلاقات الثنائية التي توصف بـ”الهشة”، خاصة بعد زعم الرئيس الأمريكي أن الضغوط التجارية التي مارسها ساعدت في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في مايو الماضي، وهو ما نفته السلطات الهندية ومسؤولون كبار بشكل قاطع.
وفي محاولة لاحتواء الموقف، أفادت “بلومبرج” بأن الحكومة الهندية تدرس حزمة من الإجراءات التهدئية تجاه واشنطن، من بينها زيادة وارداتها من الولايات المتحدة، مع استبعاد اتخاذ أية خطوات انتقامية في الوقت الراهن.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية هندية، فإن إعلان ترامب المفاجئ عن فرض الرسوم شكّل “صدمة وخيبة أمل” في الأوساط الرسمية، التي تسعى للحفاظ على مسار المحادثات التجارية الثنائية، وتوسيع نطاق التعاون مع أكبر شريك تجاري للهند.