وعد بلفور وخطة تقسيم الشرق الأوسط رغم كرههم لليهود
وعد بلفور هو رسالة غيرت كلماتها مسار التاريخ حيث كانت بمثابة اللبنة الأولى لقيام دولة إسرائيل، وقد كتب هذه الرسالة وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” وقام بإرسالها إلى زعيم اليهود “ليونيل والتر روتشيلد”، وسيكون حديثنا اليوم في هذا المقال وعبر موقع 1010 عن هذه الرسالة وعن محتواها بشكل مفصل، تابعونا لمزيد من المعلومات المهمة حول وعد بلفور وخطة تقسيم الشرق الأوسط.
وعد بلفور وخطة تقسيم الشرق الأوسط رغم كرههم لليهود
في عام 1917 وتحديداً بتاريخ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني أرسل وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور رسالة إلى زعيم اليهود في بريطانيا “روتشيلد”، وتنص هذه الرسالة التي أصبحت تعرف بإسم وعد بلفور على دعم وتأييد الحكومة البريطانية لمحاولات الصهاينة وسعيهم لإتخاذ وطن لليهود في فلسطين، وكان لهذه الرسالة دوراً كبيراً في إقامة دولة إسرائيل في عام 1948 على الرغم من مرور حوالي 31 عامًا على تاريخ إرسالها، وبالإضافة إلى ذلك كان لهذه الرسالة تأثير كبير على اليهود، حيث شجعتهم بشكل ملحوظ على الهجرة إلى فلسطين، ولا سيما يهود القارة الأوربية التي كانت تشهد خلافات قومية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
مصلحة بريطانيا من إصدار وعد بلفور
كان هناك عدة مصالح خططت بريطانيا للاستفادة منها من خلال إرسال رسالة بلفور، فقد كانت تسعى الحكومة البريطانية إلى كسب ود اليهود الذين يقيمون في الولايات المتحدة آنذاك، والغرض من ذلك الحصول على دعمهم ومساندتهم في الحرب العالمية الأولى، وذلك لأن اليهود الذين استوطنوا في الولايات المتحدة يتمتعون بسلطة ونفوذ يمكنهم من الضغط على حكومة الولايات المتحدة لدخول الحرب العالمية الأولى بصف بريطانيا، كما كانت تسعى للانتفاع من وجود الصهاينة في فلسطين وذلك لتسهيل عملية تقسيم الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك التخلص من وجود اليهود في الغرب.
وكان وعد بلفور ناتجًا عن مفاوضات استمرت لعدة سنوات بين الحكومة البريطانية وزعماء الصهاينة واليهود في بريطانيا، حيث بدأت الحكومة البريطانية مناقشة ملف الأراضي الفلسطينية تزامنًا مع اشتراكها في الحرب العالمية الأولى، كما التقى آرثر بلفور مع زعيم الحركة الصهيونية “حاييم وايزمان” لأول مرة في عام 1904، وفي هذا اللقاء تمت مناقشة مشروع إقامة وطن لليهود على الأراضي الفلسطينية.
نص الرسالة
وزارة الخارجية
الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917.
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي”.
سأكون ممتنا لك إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا البيان.
المخلص
آرثر بلفور.
دور وعد بلفور في خطة تقسيم الشرق الأوسط
سعت بريطانيا لتحقيق عدة أهداف عبر وعد بلفور وأهمها التمكن من استعمار الشرق الأوسط بشكل أسهل، وذلك لأن وجود الكيان الصهيوني سيفصل بين بلاد الشام ومصر، كما أن بريطانيا كانت تعتقد أن الوحدة العربية ستعرقل نجاح مشروع تقسيم الشرق الأوسط الذي تم التخطيط له خلال اتفاقية سايكس بيكو عام 1916.
ويعد وعد بلفور جزء من هذه الاتفاقية الثلاثية التي تم توقيعها سرًا بين فرنسا وبريطانيا وروسيا، وحددت هذه الاتفاقية المناطق التي تسيطر عليها كل دولة من هذه الدول الثلاث، ونصت الإتفاقية على مايلي:
- سيطرة فرنسا على منطقة غرب سوريا ولبنان وعلى ولاية أضنة.
- سيطرة بريطانيا على منطقة وسط وجنوب العراق.
- سيطرة بريطانيا على ميناء عكا وحيفا ضمن فلسطين، مع السماح لفرنسا باستخدام ميناء حيفا مقابل استخدام بريطانيا ميناء اسكندرون.
- سيطرة روسيا على الولايات الأرمنية ضمن تركيا وشمال كردستان.
بذلك نكون قد وصلنا إلى ختام الحديث عن وعد بلفور وخطة تقسيم الشرق الأوسط رغم كرههم لليهود، نتمنى لكم قراءة ممتعة.