صرخة معلم
انطلاقا من ثوابت الوفد ورؤيته الوطنية نؤكد أن إعادة بناء الإنسان المصري على أسس ديمقراطية وتنمية قدراته وتعميق انتمائه ،باعتباره صانع التنمية وباعث الحضارة ،فذا لابد من الاهتمام بتعليم الإنسان المصري والاهتمام بصحته
القاهرة
كتب . محمد المسيري
في آخر حكومة للوفد في 3يناير 1950خصصت الوفد 46مليون جنيه من ميزانية الدولة التي كان قوامها 200مليون أي بنسبة 23% للتعليم
فنحن كمعلمين نعرف أن الاهتمام بالتعليم قرين التقدم ونؤمن أن الاهتمام بالتعليم يحتاج لحزب حاكم مؤمن بأهمية التعليم للمستقبل ويؤمن بالفرد أنه صانع التنمية وأساسها،ومن هنا فأن المؤسسة التعليمية لم يعد لها دور على الإطلاق وقد صار التعليم خارجها في البيوت والمراكز التعليمية المعدة لذلك ،لتفقد المؤسسات التعليمية دورها التربوي المنوط بها ودرها الوطني ،فلم تعد المدرسة مؤسسة للمواطنة ،لتعلم الطلاب الأخوة فى الوطن وتبعدهم عن التعصب الديني وتنشئهم على الوطنية وحب الإنسانية
فنحن ندرك حجم التدهور الذي وصل إليه نظامنا التعليمي فالمدارس بلا طلاب وبلا رؤية وبلا دور وبلا إستراتيجية ،وأصبح النظام التعليمي هو فوضى منظمه ،ولأن المعلم هو مفتاح العملية التعليمية فلابد من أن تكفل له الدولة معيشة معقولة وتوفر له صحية مطلوبة حتى يتم نقل مصر من عثرتها فالتعليم هو القاطرة القادرة على دفع مصر إلى الحداثة والمعاصرة، وأن المعلم برفع كفاءته باستمرار ورفع مستواه معيشته هو مفتاح أي تتطور
ولذا فالدعوة التي يطلقها المدرسين الشرفاء هي دعوة سامية ونظيفة ،وليس كما يصورها البعض من ذو النفوس الضيقة بأنهم أصحاب مصالح ،فنحن المعلمين صرختا من أجل الوطن والمواطن من أجل الوطن بعودة التعليم لمدارس الدولة وليس خارجها وجودة التعليم بما يعود على الطالب،ولصالح المواطن بتجريم الدروس الخصوصية مما يوفر ما يزيد عن ٢٠ مليار تخرج من جيوب المصرين لحفنه من المعلمين وغيرهم
دعوتنا للقضاء على ما تبقى من فساد وإفساد داخل وزارة التربية والتعليم من خلال مميزات وانتدابات تصرف للبعض فيها دون عائد تعليمي أو تربوي
ففي الوقت الذي أن موازنة الدولة في التعليم انخفضت ميزانية التعليم لأول مرة الى 9% بعد أن كان أقل نسبة لها منذ 2005 تتراوح بين 10-12% يذهب معظمه إلا قليل منه لبعض العاملين في التربية والتعليم في ما يسمى لجان الكنترول ولجان الإدارة المشرفة على امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية الثلاث سنوات والخمس سنوات ودبلوم الخطوط وامتحانات الإعدادية والابتدائية من خلال انتدابات لبعض العاملين في التربية والتعليم سواء مدرسين أو إداريين وعمال ومن خارج التعليم من محافظين وظباط لأداء تلك المهمة في النهب المنظم بل من خلال مافيا الكنترولات ولجان الإدارة
وتبلع تلك الحفنة الجزء الأكبر من ميزانية العاملين في التربية والتعليم توزع بدون رقابة من أحد سوى رئيس الكنترول أو رئيس لجنة الإدارة وما فيها من كوارث من كشوف البركة لبعض العاملين في المراكز الحساسة سواء في التعليم أو الأمن وغيرها ،وجميعهم من أهل الثقة والحظوة وتصرف لهم ما بين 5 أيام إلى 500يوم ومثلهم مكافأة الوزير بواقع 7% في المرحلة الثانوية العامة والفنية و5%لمرحلة التعليم الأساسي
وبالتالي من خلال بوابة النهب المنظم الكنترولات ولجان الإدارة نجد ما يصرف 500يوما ومثلهم من مكافأة الوزير بواقع 7% من الراتب الأساسي أي يصرف سنويا ما يوازى مرتب 8سنوات كاملة لكون ال7% تمثل يومان وربع أي 225يوما في العام ،ونسمع بعدها أن الوقت غير مناسب لصرف ما يجعل المعلم يعيش عيشة كريمة،تاركين أبوب النهب المنظم في التعليم من خلال تلك الأبواب بخلاف لجان كتابة الشهادات
ومن خلال الخبرة فى التعليم والعمل فى كنترولات المدارس بمرحلة النقل والتي تعمل مجانية ولوجه الله ،نرى تشكيل لجان الكنترولات والإدارة من خلال موظفين عموميين بالتربية والتعليم ممن يجيد استخدام الحاسب الآلي،مثل أى دولة محترمه أو دوله في أدغال أفريقيا ونوقر المليارات التي تصرف وتدخل جيوب المحظوظين ،فقد كان في الماضي العنصر البشرى مهم للقيام بعمليات الجمع والطرح في شيت الامتحانات حتى تخرج نتيجة الطالب ،فإن اليوم الحاسب الآلي يقوم بتلك المهمة فى أسرع وقت وتحتاج فقط ما يغذى الكمبيوتر بالدرجات فقط للطالب ،وبالتالي نقضى على ما يسمى لجان الامتحانات ولجان الإدارة التي لا يوجد مثيل لها فى أي دوله محترمه وتنهب ميزانية التعليم التي من الممكن أن تعود على العلم والتعليم بالنفع
محمد المسيري عضو الهيئة العليا الاسبق