فنزويلا تصادق على قانون لمحاربة القرصنة الاقتصادية وحماية صادرات النفط في مواجهة الضغوط الأمريكية»
في خطوة تعكس تصاعد المواجهة مع الولايات المتحدة، صادقت الجمعية الوطنية الفنزويلية على قانون جديد يفرض عقوبات مشددة بالسجن والغرامة على كل من يدعم أو يشارك في الاستيلاء على ناقلات النفط أو تعطيل الملاحة المرتبطة بالتجارة الفنزويلية، وجاء تمرير القانون في وقت قياسي، بعد مناقشته والموافقة عليه خلال يومين فقط داخل البرلمان ذي الغرفة الواحدة، الذي تسيطر عليه القوى الموالية للحكومة.
سجن وغرامات ضد «القرصنة الاقتصادية»
ينص القانون على معاقبة كل من يروّج أو يموّل أو يشارك أو يساند ما وصفه بـ«أعمال القرصنة أو الحصار أو أي أنشطة غير قانونية دوليًا» تستهدف السفن أو الكيانات التجارية المتعاملة مع فنزويلا، بعقوبات تصل إلى 20 عامًا من السجن، إضافة إلى غرامات مالية قاسية، كما يتيح النص فرض إجراءات قانونية ضد الأفراد والجهات التي تقدم دعماً مباشراً أو غير مباشر لتلك الأنشطة.
حماية الشركاء التجاريين
ويمنح القانون السلطة التنفيذية صلاحيات إنشاء آليات حماية اقتصادية وتجارية، تشمل حوافز وضمانات للشركات الوطنية والأجنبية التي تواصل العمل مع فنزويلا رغم ما تصفه كاراكاس بالحملات العدائية البحرية.
وتهدف هذه الإجراءات إلى طمأنة الشركاء التجاريين وتقليل آثار أي حصار أو اعتراض للسفن في المياه الدولية.
الاقتصاد في صدارة الدوافع
أوضح نواب في الجمعية الوطنية أن القانون يهدف بالأساس إلى حماية الاقتصاد الوطني ومنع تدهور مستويات المعيشة، في ظل الضغوط المتزايدة على قطاع النفط، الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد الفنزويلي.
في انتظار توقيع مادورو
رئاسة الجمعية الوطنية أكدت أن مشروع القانون أُحيل إلى الرئيس نيكولاس مادورو للتصديق عليه، على أن يدخل حيّز التنفيذ فور نشره في الجريدة الرسمية.
استيلاء أمريكي يشعل الأزمة
تزامن التشريع مع سلسلة إجراءات أمريكية ضد ناقلات نفط فنزويلية، حيث استولت القوات الأمريكية في العاشر من ديسمبر على ناقلة نفط في المياه الدولية قبالة السواحل الفنزويلية، بزعم خضوعها لعقوبات سابقة.
كما صادرت سلطات أمريكية ناقلة ثانية كانت تحمل نحو 1.8 مليون برميل من النفط الخام الفنزويلي، في خطوة اعتبرتها كاراكاس تصعيدًا غير مسبوق.
ملاحقة سفن إضافية
مسؤولون أمريكيون أعلنوا ملاحقة سفن أخرى مرتبطة بتجارة النفط الفنزويلي، مؤكدين أن واشنطن تعتبر هذه الناقلات جزءًا من شبكة تهدف إلى التحايل على العقوبات الاقتصادية.
ترامب يلوّح بالحصار
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن فرض ما وصفه بـ«حصار كامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى فنزويلا، مطالبًا بإعادة أصول نفطية قال إنها صودرت من شركات أمريكية في السابق.
مواجهة دبلوماسية في الأمم المتحدة
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، تبادلت واشنطن وكاراكاس الاتهامات، حيث وصفت الولايات المتحدة صادرات النفط الفنزويلية بأنها تمثل مصدر تمويل رئيسيًا للحكومة، فيما ردت فنزويلا باتهام واشنطن بممارسة قرصنة دولية وانتهاك قواعد الملاحة.
كاراكاس تتحدى الضغوط
الحكومة الفنزويلية شددت على أنها ستواصل تجارة النفط، وتعهدت بحماية صادراتها وشحناتها البحرية، مؤكدة أن القانون الجديد يشكل خط دفاع تشريعي في مواجهة ما تعتبره استهدافًا مباشرًا لسيادتها واقتصادها.
