قناة صينية تحذف فيلمًا رومانسيا عن توصيل الطعام بعد موجة انتقادات واسعة

تعرضت قناة CCTV التليفزيونية الحكومية الصينية لانتقادات حادة عقب بث فيلم قصير صوّر مهنة توصيل الطعام بصورة رومانسية ومثالية، معتبرًا أن هذه الوظائف تمنح العاملين حرية الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وتقربهم من أحلامهم، وهو ما أثار غضب مستخدمي الإنترنت الذين رأوا في العمل تجميلاً لمعاناة يومية قاسية يعيشها الملايين من عمال التوصيل في الصين.
فيلم يرسم صورة حالمة لوظيفة شاقة
الفيلم، الذي عُرض في أواخر نوفمبر الماضي، قدم صورة شاعرية للحياة اليومية لسائقي توصيل الطلبات، متجاهلًا الضغوط والمخاطر المرتبطة بالمهنة، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتباره عملًا دعائيًا منفصلًا عن الواقع.
قصة مصممة تترك عملها من أجل التوصيل
في 28 نوفمبر، أصدرت CCTV بالتعاون مع شركة ميتوان فيلمًا قصيرًا مدته ثلاث دقائق، يروي قصة مصممة جرافيك تُدعى «آلان» تقرر ترك عملها بسبب الملل، وتتجه للعمل كسائقة توصيل طعام.
تم تصوير الفيلم في مدينة دالي بمقاطعة يونان جنوب غرب الصين، حيث صوّر حياة عمال التوصيل في أجواء هادئة ومثالية، وأكدت آلان خلاله أن العمل الجديد لا يوفر دخلًا فقط، بل يمنحها حرية الاستمتاع بالطبيعة، وتغيير الهويات، والشعور بالقرب من الأحلام، وفقًا لما نقله موقع South China Morning Post.
مشروع دعائي وأرقام عن قطاع التوصيل
بحلول شهرها الثالث في العمل، تمكنت آلان – بحسب الفيلم – من ادخار مبلغ مكّنها من شراء كاميرا جديدة وإقامة معرض تصوير فوتوغرافي خاص بها، فيما جاء في التعليق الصوتي أن “الحياة الجميلة التي تحلم بها تمنحها المهنة وتحصل عليها في الوقت نفسه”.
وأفادت تقارير بأن الفيلم يندرج ضمن مشروع لتعزيز العلامة التجارية الوطنية، أطلقته مجموعة الإعلام الصينية عام 2020.
ووفقًا لوكالة شينخوا، تجاوز عدد سائقي توصيل الطعام في الصين 10 ملايين عامل عام 2025، من بينهم 7.45 مليون يعملون لدى شركة ميتوان، مع معدل نمو سنوي يقترب من 20%.
كما ارتفع عدد النساء العاملات في مجال التوصيل من 517 ألفًا عام 2022 إلى 701 ألف في 2024، بنسبة زيادة بلغت 35.6%.
غضب إلكتروني وحذف الفيلم
اعتبر كثير من مستخدمي الإنترنت أن الفيلم تجاهل واقع المهنة، بما يشمله من غياب للتأمين الاجتماعي، والغرامات القاسية، وساعات العمل الطويلة، والمخاطر اليومية، مؤكدين أن ما قُدم تحت شعار “الطاقة الإيجابية” تحول إلى استفزاز واضح لمعاناة حقيقية.
ومع تصاعد موجة الانتقادات، قامت قناة CCTV بحذف الفيديو من منصتها الرسمية، دون إصدار أي بيان توضيحي، سواء من القناة أو من شركة ميتوان.



