إسرائيل تحذر: تصعيد كبير إذا لم ينزع لبنان سلاح حزب الله بحلول 31 ديسمبر

حذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون من تصعيد كبير وإشعال الحرب من جديد مع إسرائيل، إذا لم يتمكن لبنان من نزع سلاح حزب الله بحلول الموعد النهائي الذي فرضته الولايات المتحدة، بحسب صحيفة التلجراف البريطانية.
وكُلّف الجيش اللبناني بمصادرة وتدمير جميع أسلحة حزب بحلول 31 ديسمبر، وفي مايو صرح رئيس وزراء لبنان نواف سلام بأن الجيش حقق 80% من هدفه في نزع السلاح من جنوب لبنان، غير أن إسرائيل أبدت شكوكا متزايدة في إمكانية إنجاز المهمة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، إن الجيش اللبناني يتصرف بطرق غير مسبوقة منذ عقود، لكنه لا يقوم بما يكفي لنزع سلاح حزب الله بالكامل، وأضاف أن الرقم الذي أعلنه سلام صعب قبوله.
وأشار المسؤول إلى أن حزب الله تمركز عميقا داخل البنى التحتية المدنية، مستأجرا منازل ومزارع وأراضٍ خاصة لتخزين أسلحته، بينما يتردد الجيش اللبناني في مواجهة السكان المحليين في مناطق معينة، مستغلًا الحزب هذا التردد.
وأوضح أن الجيش اللبناني يقيس نجاحه وفق خطة محدودة تعتمد على مواقع مختارة، بينما الجيش الإسرائيلي يسعى لتطهير كامل المناطق.
وإذا أعلن الجيش اللبناني اكتمال المهمة بحلول 31 ديسمبر، فلن يتم قبول ذلك ما لم يشمل التفتيش للبنى التحتية الخاصة، التي تشكل الخطر الحقيقي.
وفي الأشهر الأخيرة، تباطأت عملية نزع السلاح مع استخدام الجيش لكل مخزونه من المتفجرات لتدمير مخازن أسلحة حزب الله.
وزعمت إسرائيل إنها رصدت زيادة محاولات تهريب الأسلحة من سوريا وإعادة بناء قدرات الحزب، خاصة شمال نهر الليطاني، مع تصعيد الجيش الإسرائيلي الضربات اليومية التي أدت إلى مقتل 370 عنصرا من الحزب خلال عام وقف إطلاق النار.
وفي الأسبوع الماضي، قتل هيثم علي طباطبائي، رئيس القوات العسكرية لحزب الله، في غارة جوية إسرائيلية في بيروت، في رسالة للحكومة اللبنانية بأن صبر إسرائيل نفد.
ووفق تمير هايمن، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، كانت فرصة نجاح الجيش اللبناني ضئيلة منذ البداية في المهمة المستحيلة لنزع سلاح حزب الله، وأن الحكومة اللبنانية فقدت دافعها للقيام بذلك منذ أغسطس، وسط تعاون متزايد خلف الكواليس مع الحزب.
كما أشارت ساريت زهافي، مؤسسة ورئيسة مركز ألما للبحث والتعليم حول تحديات الأمن شمال إسرائيل، إلى أن الجيش اللبناني لم ينشر سوى عدد قليل من صور الأسلحة المصادرة، مقارنة بالكميات الكبيرة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن الجيش اللبناني لا يفتش المنازل ولا يدخل الأراضي الخاصة، ما يجعل النتائج محدودة.
وقالت زهافي إن الحكومة اللبنانية يجب أن تغير موقفها تجاه حزب الله جذريا، لأنها لا تزال تنتظر تدخلًا أمريكيا أو ضربات إسرائيلية، ولا ترغب في مواجهة الحزب بعنف، مضيفة أن الحوار غير ممكن مع ميليشيا مسلحة تسعى للسيطرة على لبنان بالكامل.
ويعتقد هايمن أن التصعيد الكبير بين إسرائيل وحزب الله مسألة وقت فقط، مؤكدا أن الحملة الجوية الواسعة هدفها تعزيز الإجراءات السياسية والدبلوماسية للحكومة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، لكنه تساءل عن الفارق المتوقع بعد التصعيد الثاني.



