من ضياء داوود وإمام إلى فرغلي وقرطام.. صعود المعارضة في برلمان 2025 يؤكد الشفافية في الانتخابات

أظهرت المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات مجلس النواب 2025 تحولًا نوعيًا وغير مسبوق في الثقافة الانتخابية المصرية، حيث جاء تقدم عدد من المرشحين البارزين، وعلى رأسهم ضياء داوود، وأحمد فرغلي، وعبد المنعم إمام، وإسلام قرطام، ليؤكد أن إرادة المواطن هي الفيصل الأبرز، وأن عملية الاختيار أصبحت ترتكز على تقييم الرؤى والبرامج العملية، بعيدًا عن أي اعتبارات حزبية ضيقة أو مصالح شخصية.
إن إجمالي الأصوات التي حصدها هؤلاء المرشحون يعكس بوضوح العلاقة العضوية بين المواطن ومرشحه، فليس الحظ أو النفوذ هو العامل الحاسم، بل الأداء القادر على ترجمة احتياجات الناخبين إلى سياسات ملموسة. فالناخب اليوم يملك الوعي الكامل بأهمية دوره، ويختار على أساس قدرة المرشح على تقديم حلول عملية لمشكلات الشارع وتحقيق مصالحه.
صعود المعارضة.. دليل على النزاهة والتوازن
لم يقتصر المشهد على مجرد تقدم فردي، بل كان صعودًا لافتًا لـ”وجوه المعارضة الوطنية” في مختلف الدوائر، وهو ما يمثل رسالة قوية حول ديمقراطية العملية الانتخابية وشفافيتها.
القاهرة الجديدة:
حقق عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، تقدمًا مبدئيًا بنسبة بلغت 63.6%، مؤكدًا أن هذا الانتصار هو نتيجة مباشرة لثقة المواطنين في مشروعه السياسي ورؤيته التنموية.
دار السلام والبساتين:
استطاع إسلام أكمل قرطام، ممثل حزب المحافظين، أن يحصد 15,885 صوتًا، ليؤكد أن فرص الفوز متاحة أمام كل المرشحين بناءً على صندوق الاقتراع.
دمياط:
حصد ضياء الدين داود أعلى الأصوات في الدائرة الأولى، بواقع 28,292 صوتًا، وهو ما يعكس تقدير الناخبين لمرشحي المعارضة القادرين على الدفاع عن مصالحهم.
الدقهلية والغربية:
تصدر النائب المعارض أحمد الشرقاوي المؤشرات الأولية، كما دخل محمد عبد العليم داوود جولة الإعادة، بينما تصدر أحمد بلال، عضو حزب التجمع، دائرة الغربية، وهو صاحب واقعة توثيق المخالفات الانتخابية التي عكست جدية الدولة في التعامل مع الرقابة الفاعلة.
تعكس هذه النتائج أن الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأن الصندوق هو الفيصل الحقيقي. هذا التنوع يضمن أن مجلس النواب سيظل بيتًا للحوار الوطني، وأن المعارضة الوطنية البناءة ستلعب دورًا حقيقيًا في المشهد السياسي لتعزيز قيمة الحياة البرلمانية.
التوازن في البرلمان يرفع جودة التشريع
من جانبه، أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن المؤشرات الأولية تعكس “حالة نضج سياسي حقيقي”، وأن الناخبين اعتمدوا بشكل أكبر على تقييم الأداء والبرامج والوجود الحقيقي للمرشح في دائرته.
وأضاف فرحات أن ظهور مرشحي المعارضة المعروفين ليس مفاجئًا، بل “نتيجة طبيعية لحالة التنوع”، مشيرًا إلى أن وجود هذه الأسماء داخل المجلس المقبل سيكون “حضورًا له وزن وتأثير” بفضل امتلاكهم رؤى واضحة ومواقف مستقلة، مما يفتح الباب أمام مجلس أكثر جدية وقوة في ممارسة دوره التشريعي والرقابي.
كما أوضح أن وجود المعارضة داخل البرلمان ليس عبئًا، بل عنصر قوة حقيقي، فالمعارضة القادرة على طرح الرؤى وتقديم البدائل ترفع من جودة التشريع، وتمنح المواطنين ضمانة بأن المجلس يعكس واقع المجتمع وتنوعه، ويعزز من الرقابة على أداء الحكومة وتطوير السياسات العامة.
نحو برلمان قوي وحيوي
إن تقدم كل من ضياء داوود وأحمد فرغلي وعبد المنعم إمام وإسلام قرطام ليس مجرد تقدم فردي، بل هو مؤشر على تحول في الثقافة الانتخابية المصرية، حيث أصبح المواطن محور العملية الديمقراطية.
تؤكد المرحلة الحالية أن مصر تسير نحو تعزيز المشاركة الحزبية واستيعاب مختلف الاتجاهات، مما سيثمر برلمانًا أكثر حيوية قادرًا على إنتاج تشريعات تعالج الملفات الأكثر إلحاحًا. فالبرلمان الذي يجمع بين ممثلين واعين قادرين على التنفيذ، ومعارضة وطنية بناءة، سيقدم نموذجًا جديدًا للحياة السياسية يرتكز على المصلحة العامة ويخدم تطلعات المواطنين بشكل حقيقي.



