العرب والعالم

آلاف الكوبيين بلا كهرباء أو مياه بعد شهر من إعصار ميليسا وسط تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية

لا يزال آلاف الكوبيين يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه وافتقارهم إلى المأوى المناسب، وذلك بعد مرور ما يقرب من شهر على ضرب الإعصار ميليسا للمنطقة الشرقية من الجزيرة.

استمرار تداعيات الإعصار على البنية التحتية والخدمات الأساسية

ويعتبر ميليسا أحد أقوى العواصف وقد خلف دمارا واسعا أثر على حياة السكان بشكل مباشر، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية وأجبر السلطات المحلية على التعامل مع تحديات جسيمة في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

وأكد تقرير وكالة أسوشيتد برس، أن إعصار ميليسا ألحق أضرارا واسعة بالبنية التحتية في المنطقة الشرقية فى كوبا وأدى إلى تفاقم أزمات الخدمات الأساسية في البلاد مثل انقطاع المياه والكهرباء.

ورغم عدم تسجيل وفيات، فإن الخسائر المادية شملت آلاف المنازل، وممتلكات خاصة، ومحاصيل زراعية، إضافة إلى تأثر شبكات المياه والكهرباء، ما يزيد الأعباء على اقتصاد يعاني أصلا من نقص السيولة وتراجع القدرة على الاستيراد.

آلاف المنازل وممتلكات السكان تضررت

ففي بلدات مثل ريو كاوتو ولوس مانجوس وجواما، يعيش آلاف السكان في خيام أو ملاجئ مؤقتة، فيما تعتمد المجتمعات المتضررة على شاحنات المياه التي تصل على فترات متباعدة.

ويعكس ذلك الضغط على منظومة الخدمات العامة التي تواجه ارتفاعا في الطلب مقابل محدودية الموارد.

وتعاني شبكة الكهرباء من انقطاعات طويلة، بعضها مرتبط بجدولة تقنين الأحمال، فيما تشير تقديرات الاتحاد الوطني للكهرباء إلى أن أعمال إعادة التأهيل قد تستمر حتى منتصف ديسمبر.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي للإعصار

اقتصاديا، تتوقع السلطات زيادة في حجم الإنفاق الحكومي على إعادة الإعمار، تشمل توفير مواد البناء، وترميم البنية التحتية المتضررة، ودعم الأسر التي فقدت ممتلكاتها.. إلا أن العقوبات الأمريكية المشددة حدت من قدرة الدولة على الاستيراد وتوفير التمويل اللازم لعمليات الإغاثة، في وقت تتراجع فيه الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والطاقة.

كلفة الإعصار في ظل أزمة اقتصادية حادة

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 53 ألف شخص لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، بينهم 7,500 يقيمون في ملاجئ رسمية، ما يشير إلى عبء إضافي على منظومة الدعم الاجتماعي.

كما يهدد استمرار تعطل النشاط الاقتصادي المحلي، من متاجر صغيرة، ومزارع، وقطاعات خدمات، بدفع معدلات الفقر إلى الارتفاع في المناطق المتضررة.

تأتي الكلفة الاقتصادية لإعصار ميليسا في لحظة حرجة تمر بها البلاد، حيث تعاني من تراجع في عائدات السياحة، وانخفاض إنتاج الطاقة المحلية، ونقص مستمر في العملة الصعبة، وهو ما يجعل جهود التعافي أكثر تعقيدا ويطيل أمد الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي تعيشها المجتمعات المنكوبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى