المنيا مقصد السياحة الدينية للمسلمين والمسيحيين في صعيد مصر

تزخر محافظة المنيا بالعديد من الآثار المتنوعة التي جعلتها مقصدًا للسائحين من مختلف أنحاء العالم، لا سيما المواقع ذات الطابع الديني، مما أعطاها مكانة هامة في مجال السياحة الدينية.
وتُعد المنيا موطنًا لأهم مقاصد السياحة الدينية في مصر، من بينها مسار العائلة المقدسة الذي يمر بدير جبل الطير بمركز سمالوط شمال المحافظة، ومنطقة آثار البهنسا بمركز بني مزار، وزاوية سلطان “حبنو” التي تحتوي على المقابر الإسلامية ذات القباب المزخرفة.
تطوير المناطق الأثرية
قال الدكتور ثروت عبد السلام، مدير عام السياحة بمحافظة المنيا، إن السياحة الدينية شهدت رواجًا كبيرًا بعد تطوير أبرز المناطق الأثرية مثل دير جبل الطير وآثار البهنسا، الذي استغرق عامين تخللهما ترميم وصيانة للقباب المتهالكة وتمهيد الطريق المؤدي إلى البهنسا، مما ساهم في زيادة عدد الزائرين. وأشار إلى أن أغلب السائحين القادمين لزيارة البهنسا يأتون من دول شرق آسيا.
دير جبل الطير.. مزار ديني عالمي
يعد دير جبل الطير مزارًا دينيًا عالميًا، خاصة بعد إدراجه في رحلة الحج المسيحي العالمي بموافقة بابا الفاتيكان، ويزور الدير سائحون من إسبانيا وأمريكا وإنجلترا، مع استمرار تطوير مسار العائلة المقدسة للاستفادة من مكانته العالمية والحضارية.
البهنسا.. “بقيع مصر”
وصف الدكتور رجب محمد عبد السلام، مدير عام سابق للآثار الإسلامية والقبطية، البهنسا بـ”بقيع مصر”، نظرًا لاحتضانها مدافن نحو 5000 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما شهدت المنطقة أحداثًا تاريخية مهمة في الفتح الإسلامي لمصر بقيادة قيس بن الحارس المرادي.
وفي عام 2024، أعلنت وزارة الآثار عن كشف أثري جديد في البهنسا ضم مقابر وعناصر ذهبية وعدد من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.
تاريخ دير جبل الطير وكنيسة السيدة العذراء
يقع دير جبل الطير على بعد 6 كيلومترات شمال سمالوط، وأصبح له مكانة دينية وسياحية كبيرة بعد زيارة العائلة المقدسة للمكان. يحتوي الدير على كنيسة السيدة العذراء التي شيدتها الملكة هيلانة عام 328م، وتم تجديدها لاحقًا في عام 1938، كما يضم الدير مغارة العذراء والمعمودية الأثرية والأروقة المحيطة بالكنيسة.
زاوية سلطان حبنو
تقع زاوية سلطان “حبنو” على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد نحو 5 كيلومترات جنوب المنيا، وتشتهر بالمقابر الإسلامية ذات القباب المزخرفة. كما يجاورها دير أباهور المبني فوق معبد روماني، ومسجد وضريح الإمام القرطبي صاحب كتب التفسير.
وتواصل محافظة المنيا جهودها لتطوير مواقعها الأثرية والدينية، لتعزيز السياحة الدينية والتاريخية وجذب المزيد من الزائرين من مختلف أنحاء العالم.



