لقاء محتمل بين بوتين وترامب وسط تحركات أمريكية لخطة سلام مثيرة للجدل بين روسيا وأوكرانيا

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن اللقاء المقبل بين الرئيسين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، مطروح على جدول الأعمال، مؤكدا أنه يجب أن يكون لقاءً “ذا معنى”.
وأوضح ريابكوف ـ وفق مجلة “إنترناشونال أفيرز” ـ ردًا على سؤال حول إمكانية عقد لقاء بين بوتين وترامب على المدى القريب: “لا أستبعد أي شيء.. الاتصال القادم بين الزعيمين مطروح على جدول الأعمال.. علينا ضمان أن يكون هذا الاتصال جوهريًا.. لا يمكننا الانحراف عن الإطار الذي اتفق عليه الزعيمان في أنكوريج”.
وأضاف: “في أعقاب لقاء أنكوريج، شهدنا موجة حقيقية من النوبات المناهضة لروسيا وتدفقًا مكثفًا بنفس القدر من الإجراءات من قبل معارضينا ومؤيدي استمرار الحرب، والذين يوجد منهم الكثير، وخاصة في عواصم أوروبا الغربية، بهدف التأثير على إدارة ترامب لمنعها من تحقيق ما نعتقد أنه حل مستدام وطويل الأمد لهذه الأزمة، بما في ذلك معالجة أسبابها الجذرية”.
خطة البيت الأبيض للوصول إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا
يسعى البيت الأبيض فعليًا إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا يستند إلى النموذج نفسه المستخدم في غزة، والقائم على قائمة نقاط واضحة تفرض التزامات متبادلة على الطرفين، وتشمل وقفًا لإطلاق النار وتمويلًا دوليًا للإعمار، مع إنشاء هيئة إشراف يقودها ترامب شخصيًا.
وبحسب المصادر، فإن التشابه بين خطتي غزة وأوكرانيا «طاغيًا» في المسودة الأولية، وفق “سى إن إن “، والتي تتضمن بنودًا مثيرة للجدل سبق لكييف أن رفضت بعضها، مثل: التنازل عن مناطق لا تسيطر عليها روسيا حاليًا، وتقليص حجم الجيش الأوكراني، وتضمين الدستور الأوكراني تعهّدًا رسميًا بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.
كما تنص المسودة على إنشاء «مجلس سلام» برئاسة ترامب للإشراف على تنفيذ الاتفاق، وهو الهيكل ذاته الذي تضمّنه اقتراح غزة.
وذكرت تقارير صحفية هذا الأسبوع أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، يعمل منذ أشهر مباشرة مع كيريل دميترييف، المبعوث الروسي الخاص ورئيس الصندوق السيادي الروسي، لصياغة مسودة الخطة.
كما كشفت ستة مصادر أوروبية أن هذا التعاون أثار مخاوف واسعة في بروكسل، إذ لم يتلقَّ المسؤولون الأوروبيون إحاطة رسمية حول ما يجري، رغم تمسك الاتحاد الأوروبي بمبدأ «لا مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا».
وتفاقمت المخاوف الأوروبية بعدما ترددت تقارير عن أن ويتكوف كان يعمل «حصريًا» مع الجانب الروسي، قبل أن يتدخل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لنزع فتيل التوتر، بنشر تغريدة أكد فيها أن إنهاء الحرب يتطلب «أفكارًا جدية وواقعية»، وأن الإدارة ما زالت «تطوّر قائمة من الأفكار المحتملة» دون طرح مقترح نهائي حتى الآن. ووصف دبلوماسي أوروبي التغريدة بأنها «إشارة لعدم نهائية الخطة».
من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو كانا يعملان على الخطة «بهدوء منذ أشهر»، مؤكدة أن المسودة «لا تزال قيد التطوير، وأن الإدارة تستفيد من الخبرة المكتسبة في اتفاق غزة. وأضافت أن المبعوثين يتواصلان مع روسيا وأوكرانيا «على حد سواء» لفهم حدود استعداد كل طرف لتقديم التزامات.



