تمثال أبو الهول للملك أمنمحات الثالث بالمتحف المصري الكبير رمز للقوة الملكية والفن المصري القديم

يضم المتحف المصري الكبير واحدًا من أبرز التماثيل الملكية النادرة، وهو تمثال أبو الهول للملك أمنمحات الثالث، الذي عُثر عليه في معبد تل بسطة بمدينة تانيس. ويُعد هذا التمثال شهادة فريدة على عظمة الملك أمنمحات الثالث، أحد أعظم حكام الأسرة الثانية عشر، الذي حكم مصر لمدة تزيد على 46 عامًا، وشارك في الحكم مع والده سنوسرت الثالث لمدة 20 سنة قبل توليه العرش بمفرده.
ويجسد تمثال أبو الهول للملك أمنمحات الثالث القوة الملكية وعظمة الفن المصري القديم، ويعكس قدرة الفراعنة على دمج السلطة الدينية والسياسية في صورة واحدة، كما يمنح الزائرين فرصة الاطلاع على تطور الفن الملكي عبر أكثر من ألفي عام من التاريخ المصري.
انجازات أمنمحات الثالث
بنى أمنمحات الثالث أول هرم له في دهشور، المعروف باسم الهرم الأسود، لكنه واجه صعوبات في إتمامه، فقرر في السنة الخامسة عشرة من حكمه إنشاء هرم آخر في هوارة بالفيوم، مصحوبًا بمعبد جنائزي معقد التصميم. واستخدم هرم دهشور لاحقًا كمدفن للعديد من السيدات الملكيات، ما يعكس حرص الأسرة المالكة على البنية الدينية والجنائزية وعظمة الدولة في تلك الحقبة.
أصل وتمثيل تماثيل أبو الهول
ظهرت تماثيل أبو الهول لأول مرة في مصر القديمة خلال عصر الأسرة الرابعة، وأشهرها تمثال الجيزة الذي يصور الملك برأس إنسان وجسم أسد، ويرتبط بعقيدة إله الشمس رع. وتماثيل الدولة الوسطى مثل تمثال أمنمحات الثالث تتميز بتصوير الملك بهيئة أسد كامل وجسم آدمي، كما يظهر في هذا التمثال المصنوع من الجرانيت الداكن.
تاريخ التمثال عبر العصور
تم اكتشاف التمثال في عام 1861 بتانيس شرق الدلتا، وقد أعيد استخدامه لاحقًا من قبل حكام الهكسوس في الأسرة الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، ثم خلال حكم رمسيس الثاني ومرنبتاح في الأسرة التاسعة عشرة. وفي عصر الأسرة الحادية والعشرين، قام الملك بسوسينس الأول بنقل التمثال إلى تانيس، ما يؤكد أهميته الرمزية واستمرار العبادة الملكية له عبر العصور.



