انتقادات لاذعة تطال ترامب من داخل معسكر “ماجا” بسبب تصريحات العمالة الأجنبية وقضية إبستين

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه في الأيام الأخيرة موجة انتقادات من قيادات حركة ماجا “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، بعد تصريح قال فيه إن الولايات المتحدة بحاجة إلى عمال أجانب لأنها لا تمتلك ما يكفي من “الأشخاص الموهوبين”.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إلى أن هذا التصريح أثار غضبًا واسعًا وتساؤلات حول مدى التزام ترامب بشعار “أمريكا أولًا” الذي قاده إلى السلطة.

وأضافت الصحيفة أن الكونجرس تحرك بدفع من الجمهوريين للكشف عن ملفات الحكومة المتعلقة بقضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين المدان بالاستغلال الجنسي للقاصرات، رغم اعتراض البيت الأبيض.

كما تابعت الصحيفة أن النائبة مارجوري تايلور جرين، وهي من أبرز مؤيدي ترامب، دخلت في مواجهة سياسية معه، منتقدة تركيز البيت الأبيض المفرط على الشئون الخارجية واعتراضها على المساعدات الأمريكية للأرجنتين.

وقالت جرين في منشور على منصة إكس: “أنا أمريكا أولًا وأمريكا فقط”، ورد ترامب قائلا: “هي امرأة لطيفة، لكن لا أعرف ما الذي حدث، لقد ضلت طريقها”.

واعتبرت “واشنطن بوست” أن هذه الانتقادات تعكس قاعدة متحمسة لا تتردد في تحدي ترامب في قضايا معينة، رغم استمرار دعمها له. ورأت أن هذه الانقسامات أثارت قلقًا داخل الحزب الجمهوري من احتمال تراجع حماسة بعض الناخبين المحافظين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس العام المقبل.

من جهته، قال الخبير الجمهوري ستيف كورتيز إن التراجع عن القضايا الشعبوية الأساسية قد يشكل مخاطرة، لكنه أكد أن القاعدة ليست غاضبة بل محبطة، وتريد توجيه ترامب نحو مسار أفضل.
وفي المقابل، كان رد ترامب على تلك الانتقادات بتأكيده أن “ماجا” كانت فكرته، وأنه يعرف ما يريده مؤيدوه أكثر من أي شخص آخر. ووصف قضية إبستين بأنها “خدعة ديمقراطية” وأن على أي جمهوري ألا يقع في هذا الفخ.

من جانبها، قالت متحدثة البيت الأبيض، أبيجيل جاكسون، إن ترامب أوفى بالوعود، من حماية الحدود إلى دعم العمال الأمريكيين أولًا، مؤكدة أن سياساته في الرسوم الجمركية صارمة ووضعت قيودًا على برنامج تأشيرات العمال الأجانب ذوي المهارات الخاصة، مع فرض رسوم قدرها 100 ألف دولار للتحقيق في حالات الإساءة بشأن برنامج التأشيرات.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية انتقادات حادة من شخصيات يمينية مثل إريك إريكسون ولورا لومر حيث قالت الأخيرة إن قاعدة الحركة لها كل الحق في الشعور بخيبة أمل بسبب إدارة ترامب، وأضافت: “نحتاج للتأكد من أن الوعود التي أُعطيت تُنفذ”.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الجمهوريين وجهوا انتقاداتهم لأشخاص حول ترامب، مثل وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، معتبرين أن ما يحدث مدفوع بمصالح رجال التكنولوجيا والأثرياء.