تقارير وتحليلات

سيمفونية وطنية في حب مصر.. المصريون بالخليج يعزفون أنشودة المشاركة في انتخابات مجلس النواب 2025

في مشهد يفيض بالوطنية وحب مصر، احتشد أبناء الجاليات المصرية في دول الخليج منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة أمام مقار السفارات والقنصليات المصرية، للمشاركة في أول أيام التصويت بانتخابات مجلس النواب لعام 2025.
كانت الأجواء مفعمة بمشاعر الفخر والاعتزاز، وكأن المصريين في الخارج يجددون العهد مع الوطن، مرددين بلغتهم الصامتة: نحن هنا… شركاء في صنع المستقبل.

مشهد وطني موحد
من الرياض إلى دبي، ومن الكويت إلى الدوحة، مرورًا بالمنامة ومسقط، توحدت الجموع المصرية أمام صناديق الاقتراع في سيمفونية وطنية عفوية، تجسد وعيًا سياسيًا متناميًا وحرصًا على دعم مسار الإصلاح والتشريع في الجمهورية الجديدة.
ففي تمام التاسعة صباحًا بتوقيت كل دولة، فُتحت الأبواب أمام الناخبين، وسط استعدادات مكثفة وتنظيم دقيق من البعثات الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتسهيل عملية التصويت وضمان انسيابها في أجواء آمنة ومنظمة.

السعودية… الحضور الأكبر ورسائل الولاء
في المملكة العربية السعودية، التي تضم أكبر جالية مصرية بالخليج، توافد الناخبون بكثافة على مقري السفارة في الرياض والقنصلية في جدة، وسط أجواء حماسية وتنظيم متميز.
وقال السفير إيهاب أبو سريع، سفير مصر في الرياض، إن العملية الانتخابية تسير بانضباط منذ ساعات الصباح الأولى، مشيرًا إلى التعاون الكامل مع السلطات السعودية لتأمين المقار الانتخابية وتسهيل حركة الناخبين.
وأضاف أن الإقبال الكبير قبل صلاة الجمعة يعكس وعيًا متزايدًا لدى المواطنين بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق البرلماني، مؤكدًا أن الجالية المصرية في المملكة تشكل نموذجًا مشرفًا في الولاء والانتماء، ومصدر فخر للدولة المصرية.

وأشار أبو سريع إلى أن السفارة والقنصلية اتخذتا جميع الإجراءات اللوجستية والتنظيمية لتسهيل عملية التصويت، من خلال تقليل زمن الانتظار وتخصيص حافلات لنقل الناخبين من المدن البعيدة مثل الدمام والقصيم، في خطوة تهدف إلى ضمان مشاركة أوسع وأكثر فاعلية.
وختم السفير كلمته قائلاً: “المصريون في الخارج شركاء في صناعة القرار، وأصواتهم لا تقل قيمة عن أصوات أشقائهم في الداخل، فهم جزء أصيل من النسيج الوطني وداعم رئيسي للاقتصاد المصري.”

الإمارات… التزام وحماس حتى اللحظة الأخيرة

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اصطف المواطنون المصريون أمام مقري السفارة في أبوظبي والقنصلية في دبي منذ الصباح الباكر، في مشهد يعكس التزامهم بالمشاركة الوطنية.
وامتدت الطوابير حتى ساعات المساء، حيث أغلقت صناديق الاقتراع أبوابها في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، وسط تنظيم متميز وتعاون لافت من السلطات الإماراتية.
وأكدت البعثة المصرية هناك أن الإقبال الكثيف فاق التوقعات، وأن المشهد اتسم بالروح الإيجابية والانضباط الكامل، في صورة تليق بمكانة المصريين واحترامهم لاستحقاقهم الدستوري.

الكويت… وعي ومسؤولية وطنية
وفي الكويت، لم يختلف المشهد كثيرًا، إذ توافد الناخبون على مقر السفارة المصرية منذ الصباح الباكر، حاملين معهم مشاعر الولاء والانتماء.
وأعربت السفارة المصرية في بيان لها عن تقديرها للمشاركة الواسعة لأبناء الجالية، مؤكدة أنها وفرت جميع الوسائل التي تضمن راحة الناخبين، من بينها حافلات مجانية لنقلهم من مناطق التجمع إلى مقر التصويت ذهابًا وإيابًا.
وأكد عدد من الناخبين أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني لا يحتمل التأجيل، وأن صوت المصري في الخارج لا يقل أهمية عن صوت المواطن في الداخل، في ظل مرحلة مفصلية من تاريخ مصر السياسي والاقتصادي.

الأرقام تتحدث… إشراف شامل من الهيئة الوطنية للانتخابات
من جانبه، أوضح المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن اليوم الأول للتصويت شهد فتح 105 مقرات انتخابية من إجمالي 139 مقرًا موزعة على 117 دولة، مشيرًا إلى أن هناك مقترحات لزيادة عدد المقار في بعض الدول ذات الكثافة الانتخابية العالية.
وأضاف أن الكثافة التصويتية كانت الأعلى في الدول العربية، خاصة السعودية والإمارات والكويت، مشددًا على أن الهيئة تتابع العملية الانتخابية لحظة بلحظة لضمان نزاهتها وسلامتها.

وطن لا يغيب عن قلوب أبنائه
بين ملامح الوجوه التي ارتسمت عليها الفرحة والفخر، وأصوات الناخبين التي تعالت بالدعاء لمصر بالأمن والرخاء، بدا المشهد أكثر من مجرد تصويت برلماني؛ إنه تعبير عن انتماء متجذر في النفوس، وعن وطن يعيش في قلوب أبنائه مهما ابتعدت المسافات.
إن ما شهدته السفارات المصرية في الخليج لم يكن مجرد إجراء ديمقراطي، بل ملحمة وطنية جديدة تثبت أن المصريين في الخارج جزء لا يتجزأ من معادلة الوطن، وأنهم حاضرون دومًا في كل لحظة فاصلة من تاريخه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى