العرب والعالم

بريطانيا ترفض خططًا لمنع الفظائع في السودان رغم التحذيرات الاستخباراتية

كشفت صحيفة جارديان عن رفض بريطانيا خططاً لمنع الفظائع فى السودان، على الرغم من التحذيرات الاستخباراتية بان مدينة الفاشر ستقع فى ظل موجة من التطهير العرقى واحتمال وقوع إبادة جماهية، بحسب تقرير أطلعت عليه الصحيفة.

وأوضحت الجارديان أن المسئولين البريطانيين رفضوا خطط قبل ستة أشهر من حصار الفاشر الذى استمر عاماً ونصف، وفضلوا الخيار الأقل طموحاً من بين أربعة خيارات مطروحة.

وكانت ميليشيات الدعم السريع قد استولت الشهر الماضى على الفاشر، وشرعت فورا فى عمليات قتل جماعى واعتصاب بدوافع عرقية. ولا يزال الآلاف من سكان المدينة فى عداد المفقودين.

وأشارت الجارديان إلى أن ورقة داخلية للحكومة البريطانية، تم إعداداها العام الماضى، تضمنت أربعة خيارات لتعزيز حماية المدنيين، بما فى ذلك منع الفظائع فى السودان.

وكان من بين الخيارت الأخرى التى قيمها مسئولو الخارجية والكومونولث والتنمية فى خريف العام الماضى، تقديم آلية حماية دولية لحماية المدنيين من الجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسى.

ومع ذلك، وبسبب خفض المساعدات، اختار مسؤولو وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية الخطة “الأقل طموحًا” لحماية المدنيين السودانيين.

وجاء فى تقرير بتاريخ أكتوبر 2025، يوثق القرار، أنه نظرًا لشحّ الموارد، اختاربريطانيا اتباع النهج الأقل طموحًا لمنع الفظائع، بما فى ذلك العنف الجنسى المرتبط بالنزاعات.

وقالت شاينا لويس، المتخصصة فى شؤون السودان في منظمة بايما منع وإنهاء الفظائع الجماعية لحقوق الإنسان، ومقرّها الولايات المتحده ، إن الفظائع ليست كوارث طبيعية، بل هى خيار سياسى يمكن تجنبه إذا توافرت الإرادة السياسية.

ورأت أن قرار وزارة الخارجية والكومنولث باّباع أقلّ خيار طموحًا لمنع الفظائع يُظهر بوضوح عدم إعطاء هذه الحكومة الأولوية لمنع الفظائع عالميًا، مشيرة أن هذا القرار كان له عواقب على ارض الواقع. واتهمت لويس حكومة المملكة المتحدة بالتواطؤ الإبادة الجماعية المستمرة لشعب دارفور.

وقالت جارديات إن نهج الحكومة البريطانية تجاه السودان مهمًا لأسباب عديدة، منها دورها كـ”حاملة القلم” للبلاد فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أى أنها تقود أنشطة المجلس بشأن الصراع الذى تسبب فى أكبر أزمة إنسانية فى العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى