في تحدٍ واضح لـ أمريكا.. روسيا وفنزويلا تبرمان اتفاقية تعاون شاملة في الطاقة والتعدين والأمن

في خطوة ذات دلالات سياسية عميقة، عززت روسيا تحالفها الاستراتيجي مع فنزويلا، الحليف الأهم لها في أمريكا اللاتينية، وذلك في الوقت الذي تزايدت فيه الضغوط الأمريكية على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وبلغت ذروتها برصد مكافأة مالية ضخمة للقبض عليه.
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية “الشراكة الاستراتيجية” التي اتفق عليها مسبقًا مع مادورو خلال زيارة الأخير لموسكو في مايو الماضي، لتصبح بذلك الشراكة بين البلدين نافذة بشكل رسمي.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء أن الاتفاقية تهدف إلى توسيع التعاون في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والتعدين، والنقل، والأمن.
ووصف رئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين، الاتفاقية بأنها “ترتقي بالعلاقات الروسية الفنزويلية إلى مستوى جديد كليًا، وتغطي جميع المجالات المهمة للتعاون الثنائي”، في إشارة إلى عمق الالتزام الروسي بدعم نظام مادورو. وتُعد روسيا، إلى جانب كوبا ونيكاراجوا والصين، الداعم الأهم لحكومة كاراكاس.
ويأتي هذا التعميق في العلاقات الروسية الفنزويلية في خضم أزمة خانقة تُواجهها حكومة مادورو، التي تتهمها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالتورط المباشر في تهريب المخدرات.
وقد صعّدت واشنطن من ضغوطها بعرض مكافأة قدرها 50 مليون دولار أمريكي لمن يُدلي بمعلومات تُفضي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي.
تصعيد عسكري أمريكي متزامن
على الصعيد العسكري، تشهد منطقة البحر الكاريبي تصعيدًا أمريكيًا متزايدًا، فخلال الأسابيع الماضية، أغرقت القوات الأمريكية مرارًا زوارق سريعة قبالة السواحل الفنزويلية كانت تستخدم لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، ضمن عملية واسعة النطاق لمكافحة المخدرات مستمرة منذ أغسطس الماضي، وتضمنت نشر ثماني سفن حربية أمريكية في المنطقة.
وفي سياق متصل، أرسلت الولايات المتحدة مدمرة حربية إضافية إلى ترينيداد وتوباجو، الواقعة قبالة السواحل الفنزويلية مباشرةً، لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بين مشاة البحرية الأمريكية والقوات المسلحة لترينيداد وتوباجو.
ومن المقرر أن تبقى المدمرة قبالة العاصمة بورت أوف سبين حتى يوم الخميس.
في المقابل، وصفت حكومة كاراكاس بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، تحركات السفن الحربية الأمريكية الإضافية بأنها “استفزاز عسكري” و”تهديد خطير للسلام في منطقة البحر الكاريبي”.
وأدان بيان صادر عن الحكومة ما وصفه بـ “الاستفزاز العسكري الذي قامت به ترينيداد وتوباجو، بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بهدف إشعال حرب في منطقة البحر الكاريبي”.
ورفضت القيادة الفنزويلية بشدة الاتهامات الأمريكية بتورط مادورو في السيطرة على عصابات تهريب المخدرات، متهمة واشنطن بمحاولة الإطاحة بالحكومة القومية اليسارية.
كما حذّر الرئيس الفنزويلي مؤخرًا من أي تدخل أمريكي في بلاده، وأمر القوات المسلحة بإجراء تدريبات على الدفاع الوطني.
وتتجاوز الشراكة الروسية الفنزويلية في مضمونها علاقات التعاون التقليدية، إلا أنها لا تصل إلى مستوى الاتفاقية الموقعة بين موسكو وبيونغ يانغ، التي تُلزم الطرفين بتقديم المساعدة العسكرية المتبادلة في حال تعرض إحداهما لهجوم من دولة ثالثة.
ويؤكد الالتزام الروسي المعلن لفنزويلا على استمرار المواجهة الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن على خلفية الأزمة الفنزويلية.



