تقارير وتحليلات

العالم على موعد مع الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير.. توت عنخ آمون يستقبل زعماء العالم

 

تتجه أنظار العالم إلى القاهرة في الأول من نوفمبر المقبل، مع اقتراب لحظة افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الأثري والثقافي الأهم في القرن الحادي والعشرين، الذي تستعد له مصر منذ سنوات طويلة لتقدم للعالم لوحة متكاملة عن أعظم حضارة عرفتها البشرية.

مراسلون من أمام المتحف أكدوا أن العمل جارٍ على قدم وساق في محيط المتحف استعدادًا ليوم الافتتاح العالمي يوم السبت المقبل، وسط مشهد يجمع بين الفن والهندسة والزراعة والتصميم البصري. فرق فنية وهندسية تعمل في الطرق المؤدية للمتحف، ويجري زراعة آلاف الأشجار، بينها النخيل والزيتون اللذان يرمزان للهوية المصرية، إلى جانب تعليق أعلام الدول المشاركة، وتركيب أنظمة إضاءة حديثة تمتد من المتحف حتى مطار سفنكس.

حكاية الملك الذهبي
الافتتاح ليس مجرد حدث أثري، بل رحلة بصرية وروحية تغوص في أعماق الحضارة المصرية، وخصوصًا عالم الملك الذهبي توت عنخ آمون. ولأول مرة في التاريخ، ستُعرض المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الشاب، وعددها 5398 قطعة أثرية داخل قاعة ضخمة على مساحة 7000 متر مربع، مصممة لتروي سيرة الملك الذي مات صغيرًا، لكن موته خلد اسمه في التاريخ إلى الأبد.

الدكتور عيسى زيدان، مدير عام مركز الترميم ونقل الآثار، أوضح أن عملية نقل وترميم هذه القطع كانت الأدق والأصعب في تاريخ مصر الحديث، وتمت وفق ترتيب زمني يبدأ من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصور اليونانية والرومانية.

عرض غير مسبوق
منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، لم يشاهد الجمهور سوى 2006 قطع فقط، بينما بقيت البقية في المخازن. اليوم، يعرض المتحف 3392 قطعة لأول مرة، في تجربة متحفية شاملة تقدم صورة كاملة عن حياة الملك اليومية باستخدام أحدث تقنيات العرض والواقع الافتراضي.

موقع استثنائي ورؤية عالمية
يقع المتحف المصري الكبير على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة تزيد على 300 ألف متر مربع، ليكون أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة. تصميمه المعماري يتيح للزائر مشاهدة الأهرامات من داخل القاعات الزجاجية، في تداخل بصري يجمع الماضي بالحاضر.

كنوز لا تُقدر بثمن
لا يقتصر المتحف على آثار توت عنخ آمون، بل يضم أيضًا مقتنيات الملكة حتب حرس، ومراكب الملك خوفو، ومجموعة ضخمة من القطع النادرة التي توثق مراحل تطور الحضارة المصرية عبر آلاف السنين.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل حلم مصري يتحقق، ورسالة جديدة تقول للعالم إن الحضارة التي بدأت هنا ما زالت قادرة على إبهار الكوكب.

هل يكون افتتاح المتحف المصري الكبير بداية فصل جديد في سرد الحكاية المصرية للعالم؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى