عمر عصر بطل تنس الطاولة.. مسيرة نجم مصر من أوروبا إلى تبادل اللكمات مع زميلة

يُعَدُّ عمر عصر أحد أبرز نجوم كرة الطاولة في تاريخ مصر وإفريقيا، وقد شكَّل نموذجًا فريدًا يجمع بين الموهبة المبكرة والانضباط الاحترافي والتجربة الدولية الواسعة، ليصبح رمزًا للعبة على المستوى العربي والدولي.
لقد اكتسب عصر مكانته بفضل موهبته الاستثنائية منذ الصغر، وبفضل الدعم العائلي والمراقبة الفنية الدقيقة التي تلقاها منذ بداياته في نادي دسوق الرياضي، حيث بدأ ممارسة اللعبة في سن الرابعة تحت إشراف والده المسؤول عن تنس الطاولة بالنادي، وعمه المحاضر الدولي في اللعبة.
في سن الثانية عشرة، انضم عمر عصر إلى النادي الأهلي وشارك في أول بطولة للأندية العربية باليمن، ليصبح أصغر اللاعبين المشاركين، ويسهم في تحقيق الفوز للمارد الأحمر بعد غياب طويل عن منصات التتويج.
لم تتوقف مسيرة عمر عند هذا الحد، بل واصل حصد الإنجازات الدولية، إذ أحرز المركز الثاني في بطولة كأس العالم للناشئين باليابان عام 2000، وفاز بالذهبية في البطولة الإفريقية عام 2005، ونال مكافأة من رئيس الاتحاد الدولي تقديرًا لإنجازه المميز.
في سن السادسة عشرة، احترف عمر عصر في الدوري السويدي، وأصبح المصنف الأول، قبل أن يعود إلى مصر ليستكمل مسيرته المحلية والدولية، محققًا إنجازات جديدة، منها تصنيفه كأفضل ناشئ عالمي، وبلوغه المركز الحادي والعشرين في التصنيف الدولي، وهو أفضل مركز يصل إليه لاعب عربي أو إفريقي في تاريخ اللعبة.
الإنجازات الأفريقية والعالمية
شارك عمر عصر في بطولة العالم للكبار منذ عام 2007، وحقق في عام 2010 الميدالية الفضية في الفردي، والذهبية في الزوجي والفرق في البطولة الإفريقية، كما نال الذهبية في حدث الزوجي بالمغرب.
وواصل التألق في دورة الألعاب الإفريقية 2011، حيث فاز بالميدالية الذهبية في الفردي والفرق، والفضة في الزوجي، والبرونز في الزوجي المختلط.
تأهل عصر إلى دورة الألعاب الأولمبية 2012، وحقق الميدالية الفضية في الفردي والزوجي، إضافة إلى الذهبية في الزوجي المختلط والفرق في البطولة الإفريقية، رغم غياب منافسه الرئيسي النيجيري كوادري أرونا.
وفي يونيو 2013، وصل إلى دور الـ32 في بطولة العالم، ليصبح اللاعب الإفريقي الأعلى تصنيفًا لأول مرة، وفي الشهر ذاته أحرز الميدالية الذهبية في الفردي بدورة الألعاب المتوسطية.
في عام 2014، انتقل عمر عصر إلى نادي روان الفرنسي، وحقق المركز الثالث في أول مشاركة له بكأس إفريقيا، كما فاز بأول ميدالية ذهبية فردية في بطولة جولة العالم في نيجيريا.
وواصل عام 2015 نجاحاته بتحقيق ست ميداليات متنوعة في الزوجي والفرق، وتوّج ببطولة إفريقيا وكأس إفريقيا ودورة الألعاب الإفريقية في الفردي، مما أهّله للمشاركة في كأس العالم لأول مرة، حيث تخطى مرحلة المجموعات قبل أن يخرج أمام البطل الصيني ما لونغ.
أزمات وتوقفات مؤثرة
على الرغم من النجاحات الكبيرة، واجه عمر عصر تحديات كبيرة خلال مسيرته. ففي أولمبياد 2016، تأهل مجددًا وبلغ الدور الثاني قبل أن يخسر بصعوبة 3–4 أمام كو لي، ولكنه دافع عن ألقابه القارية في الفردي والزوجي المختلط مع زميلته.
وفي موسم 2017–2018، انتقل إلى نادي فيردر بريمن الألماني، وبعد حصوله على المركز الثاني في كأس إفريقيا أصبح أول لاعب إفريقي يتأهل إلى كأس العالم عبر التصنيف العالمي.
ومع ذلك، توقفت مسيرة عمر عصر في عام 2018 بعد توقيعه مع نادي بوروسيا دوسلدورف الألماني، إذ أوقفه الاتحاد المصري عامًا كاملًا بسبب حادثة إدارية.
وخلال هذه الفترة ظهرت تكهنات حول حصوله على الجنسية السويدية، وفي نهاية العام كشف عن إصابته بالاكتئاب وخضوعه للعلاج، ما تسبب في غيابه عن المنافسات قبل أن يعود مجددًا في بطولة بلجيكا المفتوحة.
في عام 2022، عاد إلى ألمانيا للعب مع نادي تي تي سي شوالبي بيرجنويشتات، لكن الاتحاد الألماني ألغى رخصة مشاركته عام 2023 بسبب مخالفته اللوائح بعد اللعب بالتزامن مع نادي الأهلي، ما أدى إلى إنهاء عقده مع النادي الألماني، وهو ما شكل صدمة لجمهوره ومحبيه، إذ كان من المقرر أن يواصل عطائه على المستوى الأوروبي.
أزمات داخل المنتخب المصري
خلال الأيام الأخيرة، شهدت بطولة إفريقيا لتنس الطاولة في تونس مشادة حادة بين عمر عصر وزميله محمود أشرف، وذلك قبل مباراة المنتخب أمام نيجيريا. ووفق شهود من داخل البعثة، بدأت الأزمة عندما تجاهل محمود أشرف مصافحة عمر عصر أثناء الاصطفاف قبل المباراة، ما أثار غضب الأخير، ووجه له كلمات حادة أمام الجميع، مطالبًا بإخراجه من الملعب لاستكمال اللقاء، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح حديث الإعلام الرياضي المصري.
خاتمة
مسيرة عمر عصر تمثل نموذجًا فريدًا لمزيج من التفوق الرياضي والتحديات الشخصية والإدارية، فقد جمع بين الإنجازات الأفريقية والعالمية من جهة، والصعوبات والتحديات التي واجهها على صعيد الانضباط واللوائح الدولية من جهة أخرى.
تبقى القصة المستمرة لعمر عصر تذكيرًا بأن مسيرة أي نجم رياضي لا تقتصر على الإنجازات فحسب، بل تتخللها لحظات ضعف وأزمات تختبر قوة الشخصية وصمودها في مواجهة التحديات.