في 7 دقائق.. كيف نجحت سرقة مجوهرات نابلوين بونابرت من قلب متحف اللوفر في باريس

أُلقي بظلال القلق والصدمة على المشهد الثقافي والأمني الفرنسي صباح اليوم الأحد، بعد أن شهد متحف اللوفر بباريس، المتحف الأكثر زيارة في العالم، “عملية سطو كبرى” أسفرت عن سرقة مجوهرات تاريخية “لا تُقدّر بثمن”، حسبما أكد وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز.
العملية، التي وُصفت بـ”الجريئة والمُحكمة”، استهدفت “قاعة أبولو” الشهيرة، التي أعيد افتتاحها حديثاً في عام 2020، وتضم أثمن المجموعات التاريخية في المتحف. ولم تستغرق السرقة بأكملها سوى سبع دقائق فاصلة، وفقاً لتصريحات الوزير نونيز.
تفاصيل جريمة الـ 7 دقائق: من الرافعات إلى الدراجات النارية
كشفت التحقيقات الأولية، وتصريحات وزير الداخلية، عن خيوط العملية المُبهرة التي بدأت بين الساعة 9:30 و 9:40 صباحاً. اللصوص، الذين قدر عددهم بين ثلاثة وأربعة، لم يأتوا من المداخل المعتادة للمتحف.
وصف نونيز آليّة الدخول قائلاً إن اللصوص:
1. استخدموا رافعة: ثُبتت على ظهر شاحنة للوصول إلى المتحف من الخارج.
2. اختراق “قاعة أبولو”: نجحوا في كسر نافذة القاعة والوصول إلى معرض أبولو في الطابق الأول، المُخصصة لعرض المجوهرات. كما استخدموا مصعد شحن في طريقهم.
3. تدمير الخزائن: تركزت جهودهم على “خزانتين للعرض” قاموا بتحطيمهما باستخدام “مطحنة زاوية” (صاروخ قص).
4. الفرار السريع: بعد سرقة المجوهرات، لاذ الجناة بالفرار على عجلتين، تحديداً دراجات نارية قوية من طراز T Max كانت تنتظرهم في جوار المتحف.
وأكد وزير الداخلية أن السرقة، رغم فداحتها، لم تُسفر عن وقوع أي إصابات بين العاملين أو الزوار، مشيراً إلى أنه تم إجلاء الناس بهدف “الحفاظ على الأدلة ليتمكن المحققون من العمل بهدوء”.
تاج أوجيني.. رمز الإمبراطورية يُعثر عليه مُتضرراً
كان من بين المسروقات التي لا تُعوّض، تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، وهو أحد التيجان الإمبراطورية الفرنسية. التاج الموصوف على موقع اللوفر يزن ثقلاً تاريخياً وفنياً هائلاً، حيث يتألف من 1354 ماسة و56 قطعة زمرد.
وفي تطور لاحق، أفادت وكالة “فرانس برس” أنه عُثر على التاج في جوار المتحف، لكنه كان مُتضرراً. هذا الكشف الجزئي يطرح أسئلة حول سبب التخلي عن قطعة بمثل هذه القيمة، وما إذا كانت الخطة الأصلية للجناة قد تغيرت.
شكوك حول الهوية والذكرى المؤلمة
أشارت التحقيقات الأولية إلى احتمال تورط عناصر أجنبية في الجريمة، حيث لم يستبعد الوزير نونيز أن يكون “الجناة أجانب”، مما يوسع نطاق البحث إلى الدوائر الإجرامية العابرة للحدود والمتخصصة في سرقة الآثار.
تأتي حادثة السطو بالتزامن مع الذكرى المئوية لوفاة سارق لوحة “الموناليزا”، فيسينزو بيروجيا، الذي سرق العمل الفني الشهير من اللوفر عام 1911. ورغم اختلاف تفاصيل العمليتين، فإن الحادث يجدد المخاوف حول تأمين الكنوز التاريخية في هذا الصرح العريق الذي استقبل نحو تسعة ملايين زائر العام الماضي.
فيما يتواصل عمل المحققين بجدية، يبقى السؤال الأكبر: هل تنجح السلطات الفرنسية في استعادة باقي “مجوهرات لا تُقدر بثمن” قبل أن تختفي في السوق السوداء العالمية؟