تقارير وتحليلات

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

كتب الإعلامي محمد مبروك

مع اقتراب موعد إعلان جائزة نوبل للسلام لعام 2025، تتجه الأنظار إلى العاصمة النرويجية أوسلو خلال 48 ساعة المقبلة، حيث تعكف اللجنة النرويجية على اختيار الفائز من بين مئات الترشيحات التي تقدم سرا إليها
كل عام.

 

ورغم التكتم الذي يحيط بعملية الاختيار، بدأت التحليلات الإعلامية ومؤشرات الرهانات الدولية ترسم ملامح القائمة الأقوى لهذا العام، التي تضم ناشطين وسياسيين ومنظمات إنسانية بارزة حول العالم…

تتصدر يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، ترشيحات المراقبين لنيل الجائزة أعلى القائمة المتوقعة. فبعد وفاة زوجها داخل أحد السجون الروسية، تحولت يوليا إلى أيقونة للمقاومة السلمية، تدافع عن الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان في وجه النظام الروسي، وتقود حملة دولية لتوثيق الانتهاكات السياسية في بلادها، ويرى محللون أن فوزها بالجائزة سيكون رسالة رمزية قوية ضد القمع السياسي واغتيال المعارضين.

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

كما تكتسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي الأخرى زخما استثنائيا هذا العام، بعد دورها الإنساني الكبير

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025
في إنقاذ المدنيين بقطاع غزة وتقديم المساعدات رغم الحصار ونقص التمويل، ويعتبر بعض المراقبين أن تكريم الأونروا سيمثل اعترافا بمعاناة ملايين اللاجئين الفلسطينيين و ردا على محاولات تسييس عملها أو إضعافها في خضم العدوان

وتبرز كذلك مبادرات سودانية وإيرانية ضمن الترشيحات الأبرز، إذ تمثل غرف الطوارئ السودانية (Emergency Response Rooms) نموذجا فريدا للعمل الأهلي في مناطق النزاع، بعد أن أثارت اهتمام الصحافة الغربية بفضل جهودها في إنقاذ المدنيين وتوفير الغذاء والدواء في غياب مؤسسات الدولة. أما حركة “النساء، الحياة، الحرية” في إيران، فواصلت نضالها رغم القمع الداخلي، وأسهمت في تحريك الخطاب العالمي حول حقوق المرأة في إيران.

وفي إطار الحضور الشخصي للساسة هذا العام الذي جاء متباينا، إذ يطرح اسم دونالد ترمب من جانب مؤيديه الذين يشيرون إلى دوره في اتفاقيات أبراهام وتوقيع معاهدات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، لكن ترشيحه يبقى موضع جدل بين من يراه “صانع اتفاقات سلام” ومن يعتبر أن سياساته الخارجية زادت من التوتر العالمي.

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

كما يُطرح اسم أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، كخيار توافقي محتمل لما يبذله من جهود وساطة في أزمات غزة والسودان وأوكرانيا، ومواقفه الصريحة ضد الانتهاكات الإنسانية.

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

ويحتفظ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضوره في الترشيحات تقديرًا لصموده ودعوته للدعم الدولي، رغم أن استمرار الحرب يُضعف من فرص فوزه.

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

ورغم التكتم الشديد الذي يوافق قواعد نوبل أن الإعلان عن الترشيحات أو عملية الاختيار يبقيا سرا لمدة 50 عاما من إعلان الفائز، تشير أغلب المؤشرات إلى أن اللجنة تميل هذا العام لاختيار رمزا إنسانيا يعبر عن النضال السلمي والكرامة الإنسانية، أكثر من التركيز على إنجازات سياسية أو دبلوماسية مباشرة، وإذا صدقت التوقعات، فقد تكون يوليا نافالنايا هي الأقرب إلى الفوز، تليها الأونروا أو إحدى المبادرات الإنسانية في السودان أو إيران، في مشهد يعكس توجه اللجنة النرويجية نحو تكريم رموز الحرية على حساب الساسة

يوليا نافالنايا .. رمز المقاومة السلمية الأقرب لنيل نوبل للسلام 2025

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى