42 ألف إصابة خطيرة وانهيار المستشفيات.. الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر في غزة

تحت وطأة القصف المستمر والنزوح الجماعي والتهجير القسري، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية خانقة تهدد حياة مئات الآلاف، إذ لم تعد المأساة مقتصرة على الإصابات الجسدية وإنما تمتد إلى المعاناة النفسية وغياب الخدمات الأساسية.
وأكدت المنظمة في تقرير لها أن أكثر من 42 ألف شخص يعانون من إصابات خطيرة غيّرت حياتهم، بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، فيما خضع أكثر من خمسة آلاف لبتر الأطراف أو أصيبوا بإعاقات جسيمة في العمود الفقري والأطراف.
وأشارت إلى أن هذه الأرقام تمثل ربع الإصابات المسجلة منذ اندلاع الحرب، التي تجاوزت 167 ألف إصابة.
وأوضحت أن المستشفيات في غزة على شفا الانهيار الكامل، حيث لا يعمل سوى أقل من 14 مستشفى من أصل 36 وبطاقة جزئية، بينما تقلصت خدمات إعادة التأهيل إلى ثلث طاقتها السابقة، مع مقتل العشرات من العاملين الصحيين في ظل عجز المرافق عن تلبية الاحتياجات.
المعاناة تمتد إلى النساء والأطفال، إذ يواجه نحو 55 ألف امرأة حامل ظروفًا مأساوية، فيما يولد يوميًا نحو 130 طفلًا، بينهم مواليد سابقو لأوانهم أو منخفضو الوزن، وسط نقص في الرعاية الطبية والأدوية.
وتلد نحو 15 امرأة أسبوعيًا خارج المستشفيات ودون إشراف صحي متخصص.
منظمة الصحة العالمية شددت على أن الصدمات النفسية لا تقل خطورة، إذ يواجه الناجون ندوبًا عاطفية وخسائر لا تُعوض، مع غياب شبه كامل لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
ودعت إلى تعزيز الاستثمار في إعادة التأهيل الجسدي والنفسي وتوفير الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة، معتبرة الإجلاء الطبي أولوية قصوى، حيث يقدر أن 15 ألف شخص، بينهم 3800 طفل، بحاجة إلى علاج خارج القطاع.
الأزمة الإنسانية تتفاقم مع النزوح المتواصل، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 417 ألف شخص نزحوا منذ منتصف أغسطس، بينهم 6700 خلال عشر ساعات فقط الأربعاء الماضي.
العائلات تكدست في الملاجئ أو الخيام المؤقتة، بينما ينام آخرون في العراء وسط الأنقاض في ظروف قاسية تهدد حياتهم وخصوصيتهم.
وبحسب بيانات وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ارتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 66 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد المصابين 168 ألفًا.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استشهد 77 فلسطينيًا وأصيب 222 آخرون.
الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية جدّدتا دعوتهما إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة للإغاثة والإجلاء الطبي، محذرتين من أن استمرار الوضع الحالي يضع غزة أمام كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة.ر