تقارير وتحليلات

الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو… من قائد يساري إلى أبرز الأصوات الدولية الداعمة لفلسطين

أثار الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو خلال الأيام الماضية جدلاً واسعًا على الساحة الدولية بعد سلسلة مواقف وتصريحات حادة ضد إسرائيل، كان أبرزها دعوته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين، ثم قراره طرد جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من بلاده احتجاجًا على اعتراض أسطول المساعدات المتجه إلى غزة.

بيترو، المولود عام 1960، يُعد أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا. بدأ مسيرته السياسية من خلال انضمامه إلى حركة “إم-19” المسلحة، قبل أن يتجه إلى العمل الديمقراطي تحت مظلة التيار التقدمي. عُرف بخطاباته التي تربط بين التحرر الوطني ومناهضة الاستعمار، وهو ما انعكس بوضوح في مواقفه الدولية منذ توليه رئاسة كولومبيا عام 2022، حيث سعى إلى تقديم بلاده كصوت بارز في الجنوب العالمي بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.

منذ توليه السلطة، تبنى بيترو مواقف حاسمة تجاه القضية الفلسطينية، واصفًا ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية”. ففي أكتوبر 2023 شبّه الجيش الإسرائيلي بالنازيين، ما دفع تل أبيب إلى وقف صادراتها الأمنية إلى كولومبيا، فيما ردت بوجوتا باستدعاء سفيرها من إسرائيل. كما خفضت حكومته مستوى العلاقات الدبلوماسية، وقررت تعليق صادرات الفحم إلى إسرائيل كخطوة رمزية داعمة للفلسطينيين.

كولومبيا، التي اعترفت رسميًا بدولة فلسطين عام 2018، ترى أن الاستيطان في الضفة الغربية غير قانوني وتؤكد على ضرورة حل الدولتين. ويحرص بيترو على تعزيز هذا الموقف عبر خطاباته التي تقارن بين نضال الفلسطينيين وتجارب التحرر في أمريكا الجنوبية بقيادة سيمون بوليفار، معتبرًا أن فلسطين تمثل رمزًا عالميًا للتحرر من الاستعمار.

وفي مقال نشره بجريدة “الجارديان” البريطانية في يوليو الماضي، اتهم بيترو المجتمع الدولي بالتقاعس أمام الجرائم الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحكومات تتحمل واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا لمواجهتها. ويرى أن تخاذل العالم يجعل الدول شريكة في هذه الجرائم ويقوض النظام العالمي القائم.

بيترو اليوم لا يقدم نفسه فقط كرئيس لكولومبيا، بل كصوت عالمي يدعو لعدالة الفلسطينيين، مؤكدًا أن التاريخ سيحاسب كل من يتقاعس عن تحمل مسؤوليته تجاه القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى