بعد ضربات إسرائيل وأمريكا.. إيران تُجري تجربة صاروخية سرية وتُعيد بناء مواقع نووية تحت الأرض

أثارت إيران مخاوف متزايدة بشأن نواياها النووية بعد رصد نشاطات عسكرية وصاروخية جديدة، شملت تجربة باليستية غير معلنة، وأعمال بناء متسارعة في مواقع نووية تحت الأرض تعرضت سابقًا لضربات إسرائيلية وأمريكية.
تجربة صاروخية سرية
أظهرت صور أقمار صناعية حللتها وكالة “أسوشيتد برس” أن إيران أجرت تجربة صاروخية غير مُعلنة في قاعدة الإمام الخميني الفضائية الواقعة على بُعد نحو 230 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة طهران.
وأوضحت الصور، التي التقطتها شركة Planet Labs PBC، أن المنصة الدائرية المخصصة للإطلاق تغيّر لونها مؤخرًا وبدت عليها علامات احتراق مشابهة لتلك التي شوهدت بعد عمليات إطلاق سابقة، ما يشير إلى أن صاروخًا قد أُطلق بالفعل من الموقع.
في الوقت ذاته، صرّح النائب الإيراني محسن زنغنه عبر التلفزيون الرسمي أن بلاده أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، واعتبر التجربة “دليلًا على قوة إيران في مواجهة إسرائيل والغرب”.
هذه الخطوة أثارت قلقًا دوليًا، إذ يُعتقد أن طهران قد تحاول توسيع مدى صواريخها، في وقت يترقب فيه العالم إعادة فرض عقوبات أممية على خلفية برنامجها النووي.
أنشطة في “جبل الفأس”
إلى جانب النشاط الصاروخي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن زيادة وتيرة البناء في موقع نووي غامض تحت الأرض يُعرف باسم “جبل الفأس” ضمن سلسلة جبال زاغروس، على بُعد ميل تقريبًا من مجمع نطنز النووي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجود معدات حفر ومركبات بناء ثقيلة، إضافة إلى تزايد حجم المواد المُستخرجة بجوار مداخل الأنفاق، ما يشير إلى استمرار أعمال الحفر والتوسعة منذ يونيو الماضي، رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت المنشأة.
ووفقًا لتحليلات ثلاثة خبراء في الأنشطة النووية الإيرانية، فقد رُصدت تغييرات رئيسية بالموقع بعد الضربات، أبرزها تشديد الإجراءات الأمنية حوله، وتعزيز مداخل الأنفاق، وزيادة كميات المخلفات الناتجة عن الحفر، مما يؤكد استمرار النشاط بشكل فعلي.
غرض غامض
يبقى الهدف النهائي للمشروع تحت جبل الفأس غير واضح، إلا أن تقديرات المحللين تشير إلى أن القاعات المحفورة قد تكون أعمق من منشأة فوردو، وربما تُستخدم مستقبلًا لإيواء مصنع جديد لإنتاج أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
وكانت إيران قد أعلنت في 2020 أن الموقع سيُخصص لتعويض منشأة سابقة دُمرت في هجوم اعتبرته طهران “عملًا تخريبيًا”.