أطباء السودان: 23 وفاة بين الأطفال والنساء في الفاشر خلال سبتمبر بسبب سوء التغذية والحصار
أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الجمعة، تسجيل 23 حالة وفاة جديدة بين الأطفال والنساء في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، خلال شهر سبتمبر الجاري، جراء سوء التغذية الحاد الناتج عن استمرار الحصار المفروض على المدينة.
وأوضحت الشبكة في بيان أن الضحايا بينهم خمس نساء حوامل، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر “كارثة إنسانية مكتملة الأركان”، تتجاوز حدود الأزمة العادية إلى ما وصفته بـ”جريمة ممنهجة”، تتمثل في حرمان المدنيين من حقهم في الحياة واستخدام المجاعة “كسلاح حرب”.
واتهمت الشبكة ميليشيا “الدعم السريع” بالمسؤولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية، بسبب استمرارها في فرض حصار على المدينة منذ أكثر من عام، ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. كما حملت المجتمع الدولي والأمم المتحدة جزءًا من المسؤولية، واعتبرت صمتهما وتقاعسهما “مشاركة غير مباشرة في الجريمة”.
وحذرت من أن استمرار الحصار يضع عشرات الآلاف من النساء والأطفال في مواجهة “إبادة جماعية صامتة”، مشيرة إلى أن كل يوم يمر دون إدخال مساعدات إنسانية جديدة يمثل “حكمًا بالإعدام الجماعي” على سكان الفاشر.
وكانت الشبكة قد أعلنت في يوليو الماضي وفاة 239 طفلًا في الفاشر منذ مطلع 2025 نتيجة نقص الغذاء والدواء. ويأتي ذلك في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وميليشيا “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023، والتي تسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء ما يقارب 15 مليونًا، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما أشارت دراسة أعدتها جامعات أمريكية إلى أن العدد الحقيقي للقتلى قد يصل إلى نحو 130 ألفًا.
