طفل الجيره ضحيه الحوت الأزرق..كيف تسللت اللعبه رغم حظرها؟

عاد الحديث عن لعبة الحوت الأزرق بعد وفاة طفل يبلغ من العمر 13 عامًا بالصف الثالث الإعدادي بمحافظة الجيزة، الذي أنهى حياته شنقًا داخل غرفته، عقب متابعته لسلسلة من الفيديوهات المرتبطة باللعبة. وتطرح الحادثة مرة أخرى التساؤل حول كيفية وصول اللعبة إلى الأطفال رغم حظرها رسميًا من قبل الدولة.
لعبة الحوت الأزرق تعتمد على سلسلة من التحديات الخطيرة تصل إلى الانتحار، وتستهدف فئة المراهقين من عمر 12 إلى 16 عامًا. ورغم أن النائب العام أصدر في 2018 قرارًا بتكليف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحجب المواقع التي تبث اللعبة، إلا أن خبير أمن المعلومات عادل عبد المنعم يؤكد أن الحظر من الناحية التقنية يصعب تنفيذه.
وأوضح عبد المنعم أن اللعبة تنتشر عبر روابط غير رسمية ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل من السهل التحايل على أي قرار بالحجب، مؤكدًا أن الحل الحقيقي يكمن في التوعية المجتمعية والرقابة الأسرية الصارمة على استخدام الأطفال للهواتف والإنترنت.
وتعود خطورة اللعبة إلى أنها تبدأ بمهام بسيطة مثل رسم الحوت على الذراع، ثم تتدرج تدريجيًا إلى مهام أكثر خطورة، وصولًا إلى التحدي الأخير الذي يدفع الأطفال إلى الانتحار. وقد سبق أن أثارت اللعبة جدلاً عالميًا بعد انتشار حوادث انتحار بين الأطفال في روسيا ودول أخرى، حيث تمت محاكمة مبتكر اللعبة الروسي فيليب بوديكين بتهمة تحريض مراهقين على الانتحار.
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن اللعبة “تخطف عقول الأطفال وتدفعهم للانعزال والانتحار”، فيما أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن اللعبة محرمة شرعًا، مشددًا على ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، ومراقبة التطبيقات، وتنظيم أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة والدراسة والرياضة.
ويؤكد خبراء أمن المعلومات أن مواجهة مثل هذه الألعاب الإلكترونية لا تكفيها إجراءات الحجب فقط، بل تتطلب رفع مستوى الوعي بين الأسر والأبناء حول مخاطرها، وتعزيز الرقابة الأسرية، لضمان عدم وقوع المزيد من ضحايا مثل طفل الجيزة.