السيسي وملك إسبانيا يؤكدان من القاهرة ضرورة وقف الحرب في غزة
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، اليوم بقصر الاتحادية، الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا، في أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن مراسم الاستقبال الرسمية جرت في أجواء مهيبة شملت عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف وإطلاق 21 طلقة ترحيبًا بالضيفين، قبل أن يعقد الرئيس السيسي لقاء ثنائيًا مغلقًا مع ملك إسبانيا، أعقبه جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتعليمية والثقافية، مع التأكيد على البناء على الزخم الحالي بعد إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في فبراير 2025. كما جرى بحث التعاون في مجال النقل وزيادة التبادل التجاري والتعاون الأثري، حيث تشارك في مصر 13 بعثة أثرية إسبانية تعمل في مناطق متعددة.
وعلى الصعيد الإقليمي، شدد الرئيس السيسي على التزام مصر الثابت بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مثمنًا المواقف الإسبانية الواضحة من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتصويت لصالح إعلان نيويورك حول حل الدولتين بالأمم المتحدة. وأكد أن ما يجري في قطاع غزة يمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه تعني عمليًا تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة ويفتح الباب أمام موجات نزوح غير شرعية نحو أوروبا.
من جانبه، أعرب الملك فيليبي السادس عن اعتزازه بزيارة مصر، مشيدًا بمكانتها الإقليمية والدولية، ومؤكدًا تقديره لجهودها المتواصلة في وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مشددًا على دعم مدريد الكامل لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واتفق الجانبان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع الرفض التام للاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية، باعتبارها ممارسات غير مشروعة تنتهك القانون الدولي.
كما تبادل الرئيس السيسي وملك إسبانيا الأوسمة تكريمًا للعلاقات الوثيقة بين البلدين، وأقيمت مأدبة غداء رسمية بحضور وفدي البلدين، حيث أكد الجانبان استمرار التنسيق والتشاور المشترك في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
