مباشر مصر

خبراء آثار يحذرون: اختفاء إسورة ذهبية من المتحف المصري يكشف عن “كوارث”

أثار اختفاء إسورة ذهبية نادرة تعود للملك أمنمؤوبي من داخل معمل الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، جدلاً واسعًا وكشف عن ثغرات أمنية خطيرة في إدارة المقتنيات الأثرية في مصر.

ووصف خبراء هذه الحادثة بأنها قد تكون مؤشرًا على وجود مشاكل أعمق تهدد التراث الوطني.

وفي تعليق على الحادثة، شدد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، على أن القضية ليست مجرد سرقة عادية، بل هي “جرس إنذار” يكشف عن خلل يستدعي تدخلًا فوريًا.

وطالب شاكر بإجراء جرد شامل وفوري لجميع القطع الذهبية في المتاحف والمخازن، محذرًا من أن نتائج هذا الجرد قد تكشف عن “كوارث” لم تكن في الحسبان.

نسخ مقلدة وضرورة التوثيق الشامل
أشار شاكر إلى قضية أخرى لا تقل خطورة، وهي وجود نسخ مقلدة بين المقتنيات المعروضة في المتاحف، والتي تم صنعها بدقة تجعل من الصعب التمييز بينها وبين القطع الأصلية حتى باستخدام أحدث التقنيات.

واستشهد بحادثة سابقة في تسعينيات القرن الماضي عندما تم استبدال مشكواتين أصليتين في المتحف بنسخ مقلدة، لتظهر القطع الأصلية لاحقًا في مزاد بالخارج.

ولمواجهة هذه المشاكل، دعا شاكر إلى إطلاق مشروع قومي للتسجيل الإلكتروني الشامل للآثار، يهدف إلى إنشاء “سيرة ذاتية” لكل قطعة أثرية منذ لحظة اكتشافها.

واقترح أن يتم تتبع كل قطعة عبر تطبيق ذكي يوضح كافة مراحل حياتها، من مكان اكتشافها إلى عمليات الترميم والتنقل.

ثغرات أمنية وشكوك حول الدوافع
انتقد كبير الأثريين أنظمة المراقبة في المتحف المصري، واصفًا إياها بأنها لا تليق بمؤسسة بهذا الحجم. وأشار إلى أن غياب كاميرات المراقبة الدقيقة وأنظمة الدخول والخروج المحكمة يمثل ثغرات خطيرة.

وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين إداريًا وأدبيًا، معتبرًا أن الحادثة قد تكون نتيجة إهمال جسيم أو محاولة متعمدة للتشويش على إدارة المتحف في فترة تشهد فعاليات مهمة.

واختتم شاكر حديثه بطرح ثلاثة سيناريوهات محتملة لما حدث للإسورة: إما أنها ما زالت داخل معمل الترميم، أو أنها سُرقت ضمن عملية منظمة لبيعها في السوق السوداء، أو أن شخصًا ما استولى عليها بشكل فردي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى