طبول الحرب تدق في الشرق الأوسط.. اتفاقية كامب ديفيد تواجه تحديات كبيرة بعد تصعيد إسرائيل ضد قطر

تصاعدت المخاوف السياسية في الأوساط العربية والدولية من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على دولة قطر قد يضع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل واتفاقيات السلام العربية القائمة والمستقبلية تحت ضغط شديد، وسط تحليلات تشير إلى أن الاستقرار في المنطقة قد يتأثر بشكل مباشر.
تصريحات الرئيس السيسي تؤكد عمق المخاطر
خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت بالعاصمة القطرية الدوحة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: “أقول لشعب إسرائيل.. إن ما يجرى حاليًا يقوض مستقبل السلام ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة وحينها ستكون العواقب وخيمة”. هذه الكلمات أعادت إلى الواجهة الحديث عن هشاشة بعض اتفاقيات السلام في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
خبير: الاتفاقيات القائمة والمستقبلية على المحك
أوضح الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن الممارسات الإسرائيلية تهدد بشكل مباشر اتفاقيات مثل كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل واتفاقية السلام بين مصر والأردن، وكذلك أي اتفاقيات سلام مستقبلية قد توقعها دول عربية أخرى في إطار ما يعرف بـ”السلام الإبراهيمي”.
وأضاف أن اعتداء إسرائيل على قطر، دولة لم يكن بينها وبين إسرائيل أي نزاع، يعكس استهتارًا بالقانون الدولي، ما قد يجعل توقيع اتفاقيات سلام جديدة أو استمرار التطبيع مسألة صعبة للغاية.
تأثير التصعيد على المنطقة
وأشار بدر الدين إلى أن تصعيد إسرائيل يضعف الثقة بين الدول ويزيد من احتمالات تجميد الاتفاقيات أو تعليق المفاوضات المستقبلية، كما أن استمرار الهجوم على غزة يفاقم أزمة المدنيين ويزيد من مخاطر النزاعات الإقليمية الممتدة. وأكد أن أي سياسات عسكرية غير محسوبة قد تؤدي إلى إعادة النظر في العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى.
خبير العلاقات الدولية: التحديات الأمنية والقانونية
من جانبه، أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تجهض فرص السلام المستقبلية وتجعل الاتفاقيات القائمة أكثر هشاشة. وأضاف أن الحلول المستدامة تتحقق عبر الالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول، وليس من خلال القوة والاعتداء، مشيرًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية دون حل سياسي سيؤدي إلى توسيع دائرة العنف وزيادة المخاطر على أمن الشعوب والمنطقة ككل.
رسائل واضحة ضمن التحليلات السياسية
خلص الخبراء إلى أن ما حدث من تصعيد إسرائيل ضد قطر يمثل اختبارًا صعبًا لاستمرارية اتفاقية كامب ديفيد واتفاقيات السلام العربية، مشددين على أن أي استمرار في خرق القانون الدولي والاعتداء على الدول سيزيد من احتمالات تعليق أو تجميد الاتفاقيات القائمة، ويضع المنطقة أمام تحديات جديدة تتطلب ضبط النفس والحوار السياسي للحفاظ على السلام والاستقرار.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التحليلات تتزامن مع توترات إقليمية متصاعدة، وزيادة الضغط الدولي على جميع الأطراف، ما يجعل مراقبة الوضع عن كثب أمرًا ضروريًا لضمان عدم انهيار الاتفاقيات التاريخية التي شكلت إطارًا للاستقرار في الشرق الأوسط.