بوتين يراهن على ترامب لوقف الحرب.. قمة مرتقبة في أبوظبي قد ترسم خريطة أوكرانيا من جديد

تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة قمة مرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تمثل نقطة تحول محتملة في مسار الحرب الأوكرانية. يأتي هذا اللقاء المرتقب بعد تصريحات متكررة من بوتين حول رغبته في لقاء مباشر مع ترامب، بهدف تحقيق “نصر استراتيجي” في حربه ضد أوكرانيا.
ووفقًا لـ “نيويورك تايمز”، يرى بوتين في ترامب الشخصية الوحيدة القادرة على تلبية طموحاته الجيوسياسية، وفي مقدمتها منع انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو”. ويرى محللون أن بوتين يهدف من وراء هذا اللقاء إلى التوصل لاتفاق سلام بشروط روسية، بعد أن دخلت الحرب عامها الرابع.
مفاوضات سرية و”إشارات” روسية
امتنعت إدارة ترامب سابقًا عن الموافقة على لقاء مع بوتين، في انتظار بادرة جدية من موسكو بشأن وقف إطلاق النار. لكن إعلان البيت الأبيض المفاجئ عن عقد القمة أثار تساؤلات حول طبيعة التعهدات التي قدمها بوتين.
وكشف مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، يوري أوشاكوف، أن بوتين نقل “إشارات” معينة بشأن أوكرانيا خلال اجتماعه الأخير مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. ورجحت بعض المصادر أن بوتين أبدى مرونة أكبر بشأن كيفية تقسيم الأراضي أو التفاوض عليها، في تراجع عن موقفه السابق الذي كان يطالب بالسيطرة الكاملة على أربع مناطق ضمها من أوكرانيا.
هل تتنازل موسكو عن الأراضي مقابل ضمانات الناتو؟
ترى المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا، من مركز كارنيجي لأوراسيا، أن بوتين يولي أهمية كبرى لمسألة ضمانات حلف الناتو وحياد أوكرانيا، أكثر من السيطرة الفعلية على الأرض. وتضيف أن “ما يريده بوتين حقًا هو إنهاء مشروع أوكرانيا كدولة مناهضة لروسيا وإعادتها إلى مجال النفوذ الروسي، بينما تظل مسألة الأراضي ثانوية”.
وفي خطوة لافتة، أكد الكرملين أن الرئيسين سيعقدان لقاءهما خلال الأيام المقبلة، وتوقع المتحدث باسمه أن يتم اللقاء الأسبوع المقبل، دون تحديد موعد دقيق. وقال الرئيس بوتين خلال لقائه اليوم مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد إن الإمارات تعد أحد الأماكن المناسبة المحتملة لعقد القمة المرتقبة.