تحالف الإخوان والاحتلال في تل أبيب.. مظاهرات مشبوهة لتحميل مصر وزر حصار غزة

في مشهد أثار الغضب والاستغراب، نظم أنصار ما يُعرف بـ”الحركة الإسلامية” في الداخل الفلسطيني المحتل، مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، رافعين أعلام الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبين بفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، في محاولة مكشوفة لتحميل مصر مسؤولية الحصار الإنساني المفروض فعليًا من جانب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
المظاهرات، التي جاءت في وقت تغيب فيه الاحتجاجات أمام سفارات الاحتلال الإسرائيلي حول العالم رغم المجازر اليومية ضد المدنيين في غزة، أثارت تساؤلات حول دوافعها، خاصة أنها صدرت من جهات على صلة مباشرة بجماعة الإخوان، وسط اتهامات بتحالف خفي يجمع فلول الجماعة مع الكيان الصهيوني لضرب الدور المصري.
مشهد مُسيء ومؤلم
اعتبر خبراء أن هذا السلوك يهدف لتشويه الدور المصري المركزي في دعم الشعب الفلسطيني. وتساءلوا: “إذا كان معبر رفح مغلقًا من الجانب المصري، فكيف تصل يوميًا عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى داخل غزة؟”، مشيرين إلى أن مصر تُعد المساهم الأول في المساعدات الإنسانية للقطاع، إذ قدّمت ما يزيد عن 80% من إجمالي الدعم، ونسّقت العديد من قوافل الإغاثة رغم ظروف الحرب.
مصر.. خط الدفاع الأول
لم تتخلّ مصر يومًا عن دورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، إذ قادت جهودًا دبلوماسية مكثفة في جميع المحافل الدولية، وسعت بقوة لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضت بشكل قاطع أية محاولات لتهجير الفلسطينيين أو إنشاء “وطن بديل” في سيناء، وهي المبادرات التي قوبلت بالرفض الحاسم من القيادة المصرية، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة.
وفي أعقاب عملية “طوفان الأقصى”، عرضت الإدارة الأمريكية دعمًا ماليًا كبيرًا مقابل توطين فلسطينيين في شمال سيناء، إلا أن مصر رفضت بشدة، متمسكة بالحل العادل القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
#تحالف الإخوان مع الاحتلال
وحول خلفيات هذه التحركات، قال المحلل السياسي محمد سعيد الرز إن ما يجري يمثل “شبه تحالف بين الاحتلال الإسرائيلي وجماعة الإخوان الإرهابية”، مؤكدًا أن رموزًا إخوانية داخل الكنيست الإسرائيلي، وعلى رأسهم منصور عباس، تقود تحركات من هذا النوع لإفساد جهود مصر، التي تُعد الحصن الأخير للقضية الفلسطينية.
وأضاف: “هذا المشهد ليس جديدًا، بل تكرر سابقًا عبر محاولات يائسة لتشويه مصر، لكن الحقيقة أن القاهرة صمّام أمان القضية، ولولاها لانتهت القضية الفلسطينية منذ سنوات”.
جهود دبلوماسية وإنسانية هائلة
وأكد المحللون أن مصر تعمل ليل نهار لضمان دخول المساعدات إلى القطاع، وتقود جهود وساطة فعالة مع الولايات المتحدة وقطر لإبرام اتفاقات تهدئة، وقد نجحت في ترتيب هدنة إنسانية مؤقتة خلال يناير الماضي، إضافة إلى إبرام صفقة تبادل أسرى.
وتستعد مصر حاليًا لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، بالشراكة مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وهو ما يكشف حجم التزامها تجاه الشعب الفلسطيني.
### تشويه مقصود وإحراج لإسرائيل
من جانبه، وصف خبير الشؤون الإسرائيلية خليل أبو كرش هذه المظاهرات بأنها “محزنة ومخزية”، مشيرًا إلى أن توقيت هذا التحرك وسياقه السياسي يهدفان لتشويه الدور المصري، لا سيما أن الجهود المصرية تُحرج الاحتلال أمام العالم وتكسر سرديته الزائفة.
واعتبر أبو كرش أن هذه المحاولات لا تمثل الشعب الفلسطيني، بل تُعبّر عن أجندات مشبوهة لا تخدم إلا الاحتلال.
الخلاصة
في الوقت الذي تُسطر فيه مصر مواقف شجاعة دفاعًا عن الحق الفلسطيني، هناك من يرفع علم الاحتلال ويحاول طعن الشقيق من الخلف. لكن الحقائق راسخة، والدور المصري لا تشوّهه أصوات مشبوهة، فالقاهرة ستبقى الحصن المنيع لقضية العرب الأولى.