حرب التجسس الإسرائيلية-الإيرانية تشتعل باعتقال 6 عملاء لطهران

على الرغم من تراجع حدة المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، تتصاعد وتيرة حرب الظلال الخفية، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مؤخرًا عن تفكيك خلية تجسس واسعة النطاق تعمل لصالح طهران. شملت الاعتقالات ستة أفراد متهمين بنقل معلومات حساسة والتواصل المباشر مع عملاء إيرانيين، ما يؤكد استمرار الصراع الاستخباراتي بين الدولتين.
“جاسوس قادم من طهران”: معلومات حساسة في قبضة إيرانية
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تفاصيل لائحة اتهام خطيرة قُدمت ضد مواطن إسرائيلي من أصول إيرانية هاجر إلى إسرائيل عام 1999. اتُهم الرجل بنقل معلومات سرية بالغة الأهمية، تشمل تفاصيل عن عملية كوماندوز إسرائيلية، ومسارات طائرات مسيّرة فوق أذربيجان متجهة نحو إيران. كما يُزعم أنه كشف عن استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية خلال الهجوم الإيراني الذي وقع في أبريل الماضي.
أكدت النيابة العامة أن المتهم التقى بمسؤولين إيرانيين في تركيا خلال عام 2024، واستمر تواصله مع أحدهم عبر تطبيق “تليجرام”. وتضمنت التهم الموجهة إليه “نقل معلومات للعدو” و”التواصل مع عميل أجنبي”، وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
سلسلة اعتقالات متواصلة ومخاوف استخباراتية متزايدة
جاءت هذه القضية في سياق تحقيق أوسع أجرته الوحدة الوطنية للتحقيق في الجرائم الخطيرة بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك). وقد حذر “الشاباك” من خطورة التوقيت الأمني لهذه القضية، خاصة في ظل ما وصفه بـ”الحرب متعددة الجبهات”.
وفي مطلع يوليو الجاري، تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 25 عامًا فور هبوطه في مطار بن غوريون، ويُشتبه في تواصله مع عناصر إيرانية على مدار عام ونصف. كما وُجهت لائحة اتهام ضد شابين آخرين من مدينة طبريا، هما يوني سيجال (18 عامًا) وناهوراي مزراحي (20 عامًا)، بتهمة التواصل مع جهات إيرانية تظاهرت بأنها نشطاء يساريون. طُلب منهما مهام مثل تصوير مستشفيات ومراكز أمنية وتحديد عدد الحراس ومواقع الكاميرات، ما تطور إلى تهم التجسس والتواصل مع العدو.
“تليجرام” منصة تجنيد ومكافآت يومية للتجسس
كشفت التحقيقات عن استخدام تطبيقات التواصل المشفرة، خاصة “تليجرام”، كمنصة رئيسية لتجنيد العملاء الإيرانيين. في قضية أخرى، تلقى مواطن يُدعى مارك مورجان بينسكي (33 عامًا) عرضًا من عميل إيراني يُدعى “أليكس” عبر “تليجرام” مقابل 2000 شيكل يوميًا لتنفيذ مهام محددة. أرسل بينسكي صورًا لبطاقته ومقاطع فيديو تثبت هويته، وتلقى تحويلات مالية سريعة، مما اعتبر دليلاً واضحًا على تورطه الكامل.
كما وُجهت لائحة اتهام لزوجين، هما يفدا إسرائيلوف (31 عامًا) ودوريا أهيئيل (29 عامًا)، بتهم تتعلق بنقل معلومات سرية والتآمر والتواصل مع عملاء أجانب، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات.
حملة تجسس ممنهجة: “الشاباك” يحذر من اختراق شامل
وفقًا لتقديرات “الشاباك”، تشير سلسلة الاعتقالات الأخيرة إلى استراتيجية إيرانية ممنهجة في تجنيد العملاء، تبدأ بمهام بسيطة وتتطور تدريجيًا إلى أعمال تجسس معقدة. رجّحت الأجهزة الأمنية أن هذه القضايا ليست أحداثًا فردية، بل جزءًا من مخطط تجسس شامل يستهدف اختراق المؤسسات المدنية والأمنية الإسرائيلية. هذا الوضع رفع منسوب القلق داخل الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية، في وقت لا تزال فيه المنطقة على صفيح ساخن رغم توقف المعارك المباشرة.