منوعات

فضل عاشوراء.. دليلك للصيام والدعاء في ساعة الإجابة

مع اقتراب يوم عاشوراء، يتزايد اهتمام المسلمين بفضائل هذا اليوم العظيم وحرمته التاريخية، حيث يُعتقد أنه اليوم الذي تاب الله فيه على سيدنا آدم ونجى فيه سيدنا نوح من الطوفان. ويسعى الكثيرون للتعرف على فضل صيام هذا اليوم، وحكم الدعاء فيه، وأوقات ساعة الإجابة المستحبة.

فضل صيام يوم عاشوراء
يتمتع يوم عاشوراء بفضل عظيم وحرمة قديمة، وقد كان نبي الله موسى عليه السلام يصومه شكرًا لله على نجاة بني إسرائيل من فرعون وجنوده. كما كان أهل الكتاب وقريش في الجاهلية يصومونه. وقد وردت عدة أحاديث نبوية تؤكد فضل صيام هذا اليوم، منها:

تكفير ذنوب سنة سابقة: عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، فقال: “إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” (رواه مسلم 1976).

اهتمام النبي بصيامه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان” (رواه البخاري 1867). ومعنى “يتحرى” أي يقصد صومه رغبة في ثوابه.

الحكمة من صيام عاشوراء والتاسع
يكمن فضل صيام يوم عاشوراء في كونه اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرًا لله. وعندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجد اليهود يصومونه، قال: “نحن أحق بموسى منكم”، فصامه وأمر بصيامه.

أما الحكمة من صيام اليوم التاسع (تاسوعاء) مع العاشر، فقد ذكر العلماء عدة وجوه:

مخالفة اليهود: الهدف الرئيسي هو تمييز صيام المسلمين عن اليهود الذين كانوا يقتصرون على صيام اليوم العاشر فقط.

وصل الصيام: وصل يوم عاشوراء بصيام قبله أو بعده، كما نُهي عن إفراد صيام يوم الجمعة.

الاحتياط: خشية نقص الهلال ووقوع خطأ في تحديد اليوم العاشر، فيكون التاسع هو العاشر في الواقع.

ويعتبر أقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

مراتب صيام يوم عاشوراء
لصيام يوم عاشوراء عدة مراتب، يُفضل للمسلم الأخذ بأعلاها:

صيام اليوم التاسع والعاشر: وهي أفضل المراتب، لحديث ابن عباس: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر”.

صيام اليوم العاشر والحادي عشر: لحديث ابن عباس: “خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده” (أخرجه أحمد وابن خزيمة).

صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر: لحديث ابن عباس مرفوعًا: “صوموا يومًا قبله ويومًا بعده”.

إفراد العاشر بالصيام: ويجزئ ذلك، لحديث أبي قتادة في تكفير السنة السابقة.

ساعة الإجابة وحكم الدعاء يوم عاشوراء
على الرغم من عدم ورود أحاديث نبوية محددة حول الدعاء في يوم عاشوراء بالتحديد، إلا أن الدعاء عبادة مستحبة في كل الأوقات، وهو أقرب للإجابة في هذا اليوم العظيم خاصة مع الصيام. دعوة الصائم لا ترد، وهو ما يجعل الدعاء في نهار عاشوراء وقبل الإفطار مستجابًا بإذن الله.

قال الإمام النووي في “المجموع”: “يستحب للصائم أن يدعو في حال صومه بمهمات الآخرة والدنيا، له ولمن يحب، وللمسلمين، لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، والمظلوم” (رواه الترمذي وابن ماجه).

ويُفهم من ذلك أن الدعاء مستحب طوال فترة الصيام من الفجر حتى الغروب. ويُرجح بعض العلماء أن ساعة الإجابة تكون قبل الإفطار عند الغروب، حيث يجتمع انكسار النفس والذل لله، والصيام، وهي من أسباب إجابة الدعاء.

أدعية مستحبة في يوم عاشوراء
يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء، ومن الأدعية المأثورة التي يمكن الدعاء بها:

سيد الاستغفار: “اللَّهُمَّ أنَْتَ رَبيِّ لَا إلِهََ إلَِّا أنَتَ، خَلَقْتنَيِ وَأنََا عَبدُْكَ، وَأنََا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.”

طلب المغفرة والرحمة: “اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.”

دعاء شامل للخطايا: “رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.”

دعاء لكل الذنوب: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ، وَسِرَّهُ.”

الاستعاذة من الهموم والآفات: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.”

إن صيام يوم عاشوراء والدعاء فيه فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار ونيل الأجر العظيم من الله تعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى