رئيس الوزراء يترأس اجتماع “لجنة الأزمات” لمتابعة تداعيات التصعيد العسكري الإيراني ـ الإسرائيلي

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع “لجنة الأزمات” اليوم لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية، بمشاركة عدد من الوزراء ومسؤولي الجهات المعنية بالدولة، في إطار المتابعة الدقيقة لمستجدات التصعيد الإقليمي وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد المصري، ولا سيما في ملفي الطاقة والسلع الاستراتيجية.
وأكد رئيس الوزراء خلال الاجتماع أن هناك رصداً مستمراً للتطورات الميدانية والاقتصادية المرتبطة بالصراع الإيراني ـ الإسرائيلي، مع دراسة تداعياتها المباشرة وغير المباشرة على أسعار المنتجات البترولية والسلع الاستراتيجية في الأسواق العالمية، وانعكاس ذلك على السوق المحلية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء أن اللجنة استعرضت موقف سفن التغييز الخاصة بالغاز الطبيعي المسال، حيث وصلت السفينة الثانية “إنرجوس إسكيمو” إلى ميناء السخنة، ويجري تجهيزها للانتقال إلى رصيف ميناء سوميد بنهاية الشهر الجاري لضخ كميات تصل إلى 750 مليون قدم مكعب يومياً في الشبكة القومية للغاز. وبانضمامها إلى السفينة الأولى “هوج جاليون”، وتجهيز ميناء دمياط لاستقبال السفينة الثالثة مع بداية يوليو المقبل، يصبح لدى مصر ثلاث سفن تغييز تدعم شبكة الغاز الوطني لتأمين احتياجات الدولة.
وخلال الاجتماع، تم استعراض جهود الدولة في تطوير وسائل النقل الجماعي، ضمن خطة طويلة المدى لترسيخ ثقافة الاعتماد على النقل العام، سواء في فترات الأزمات أو في الظروف الطبيعية، في ضوء استثمارات ضخمة شملت مشروعات مثل الأتوبيس الترددي، وتوطين صناعة وسائل النقل الجماعي المتطورة.
وفي ملف الكهرباء، تم استعراض إجراءات ترشيد استهلاك الطاقة، وزيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة ضمن الشبكة القومية للكهرباء. ووجه رئيس الوزراء بوضع حوافز تشجيعية للمواطنين لترشيد الاستهلاك، مع التوسع في تطبيق الطاقة الشمسية في الاستخدامات المنزلية.
كما ناقشت اللجنة موقف الاحتياطي الاستراتيجي للسلع الأساسية، حيث تم التأكيد على وجود مخزون آمن يغطي أكثر من ستة أشهر. وأوضح وزير التموين أن العمل يجري وفق عدة محاور تشمل تعزيز المخزون وترشيد الاستهلاك وتشديد الرقابة على الأسواق لتحقيق استقرار الأسعار وضمان توفر السلع.
واستعرض وزير البترول السيناريوهات الثلاثة المحتملة لتطور أسعار الطاقة عالميًا وفقًا لدرجة التصعيد العسكري في الصراع القائم، بدءًا من التصعيد المحدود وصولاً إلى السيناريوهات الأكثر حدة التي قد تشهد ارتفاعات ملموسة في أسعار النفط الخام عالميًا مع طول أمد أو اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل حالة من الترقب الإقليمي والدولي لما ستؤول إليه الأوضاع العسكرية بين إيران وإسرائيل، وتأثيراتها المحتملة على استقرار أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية.