تقارير وتحليلات

حرب إيران وإسرائيل تفتح بوابة النار على الاقتصاد العالمي.. والبورصات تنهار بعد 48 ساعة

وسط دخان الصواريخ ولهيب المواجهات بين إيران وإسرائيل، تصاعدت التحذيرات من أن المشهد العسكري الآخذ في الاشتعال قد يتحول إلى أزمة اقتصادية عالمية كاملة الأركان. التحذير الأبرز جاء من وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، التي وصفت الصراع بأنه “مهدد مباشر للتعافي الاقتصادي العالمي”، مؤكدة أن التوتر في الشرق الأوسط بات أحد أكبر مخاطر الأسواق في 2025.

خسائر سريعة في البورصات… وأمواج هلع تضرب المستثمرين
مع الساعات الأولى للهجوم المتبادل، هوت مؤشرات الأسهم العالمية، حيث فقد مؤشر داو جونز أكثر من 430 نقطة في جلسة واحدة، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3%، فيما خسر مؤشر “ناسداك” أكثر من 1.7% نتيجة الضغوط الكبيرة على أسهم التكنولوجيا.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر “يورو ستوكس 50” بنسبة 1.5%، بينما شهدت الأسواق الآسيوية اضطرابًا حادًا، خاصة بورصتي طوكيو وسيول اللتين سجلتا انخفاضًا فاق 2% في بعض الجلسات.

الذهب يتوهج والنفط يقفز فوق 100 دولار
سجّل سعر الذهب ارتفاعًا تجاوز 2.3% في اليوم التالي لبدء القتال، ليتخطى حاجز 2450 دولارًا للأوقية، في مشهد يعكس اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.

أما النفط، فقد دخل عين العاصفة. حيث قفز سعر خام برنت بنسبة 9.6% ليقترب من حاجز 100 دولار للبرميل، وسط توقعات بأن تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاع إذا تصاعدت الحرب أو تم إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من تجارة النفط العالمية.

التكنولوجيا تخسر والطاقة والدفاع تربح
أشارت تقارير وول ستريت إلى أن شركات التكنولوجيا كانت من أكبر الخاسرين، على رأسها شركات مثل “آبل” و”ميتا” و”أمازون”، التي فقدت مجتمعة أكثر من 140 مليار دولار من قيمتها السوقية في يومين فقط.
في المقابل، ارتفعت أسهم شركات الطاقة مثل “شيفرون” و”إكسون موبيل” بنسبة 4% و3.7% على التوالي، بينما قفزت أسهم شركات الدفاع مثل “رايثيون” و”لوكهيد مارتن” بأكثر من 5%.

الأسواق الناشئة على المحك… ومصر في قلب العاصفة
في الأسواق الناشئة، كان التأثير مضاعفًا. حيث شهدت عملات مثل الليرة التركية والراند الجنوب إفريقي والروبية الهندية تراجعًا جماعيًا أمام الدولار.

وفي مصر، توقعت خبيرة سوق المال ماجي سليم أن تؤدي الحرب إلى موجة خروج لرؤوس الأموال الأجنبية من البورصة، ما يُهدد بتراجع مؤشر EGX30 بنسبة قد تصل إلى 4% حال استمرار التوتر.

وأضافت سليم أن ارتفاع أسعار النفط يمثل عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد المصري، حيث تستورد البلاد أكثر من 60% من احتياجاتها النفطية، ما يضغط على ميزان المدفوعات وسعر صرف الجنيه.

الدولار ينتعش… واليورو يتعثر
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ارتفع من مستوى 97.6 إلى 98.3 خلال يومين فقط، مدعومًا بالطلب على الأصول الآمنة، وارتفاع أسعار النفط، فيما تراجع اليورو بنسبة 1.2%، والجنيه الإسترليني بنسبة 0.9% أمام الدولار.

ويراقب المستثمرون عن كثب موقف الفيدرالي الأمريكي، الذي قد يضطر إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة إذا استمر التصعيد ورافقه ارتفاع جديد في التضخم.

العملات الرقمية… بين الهروب واللجوء
شهدت البيتكوين ارتفاعًا بنسبة 5.6% لتصل إلى حدود 68 ألف دولار، فيما سجلت الإيثيريوم صعودًا بنسبة 4.2%، في تحركات وصفت بـ”المعركة بين الخوف والفرصة”.

وأكد الدكتور نبيل فرج، خبير أسواق المال، أن العملات الرقمية أصبحت ملاذًا لبعض المستثمرين في ظل التوترات، لكنه حذّر من أن التصعيد قد يدفع بالمنظمين العالميين لفرض قيود أو تتبعات مالية على الأنظمة المشفرة، مما قد يؤدي إلى تقلبات حادة.

النفط في صدارة المعركة… ومضيق هرمز نقطة اللهب
تُعد إيران رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، ومع اشتعال الحرب، باتت أنظار الأسواق مركزة على مضيق هرمز الذي تمر منه يوميًا أكثر من 21 مليون برميل من النفط الخام.

ويرى المحللون أن أي إغلاق مؤقت للمضيق قد يدفع الأسعار فوق 120 دولارًا للبرميل، بينما سيُجبر مستوردي النفط، وعلى رأسهم الهند واليابان والصين، على البحث عن مسارات بديلة بأسعار مرتفعة.

من الحرب إلى الركود… تحذيرات من أزمة عالمية
توقعت مؤسسة “مورغان ستانلي” في تقرير عاجل أن يؤدي التصعيد الحالي إلى خسائر تتجاوز 1.2 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي إذا استمر الصراع لأكثر من شهرين دون تهدئة.

كما حذّرت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني من أن دولًا عدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها مصر والأردن ولبنان، قد تواجه مخاطر ائتمانية حال تواصل التصعيد لفترة طويلة، مع زيادة الضغوط على الموازنات والدين الخارجي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى