“مأساة آل الدجوي”.. من القمة إلى الانهيار: سرقات بالملايين واتهامات بالحجر وانتحار يهز الأوساط

في مشهد صادم لا يُشبه سوى دراما العائلات المتصدعة، تحوّلت عائلة الدكتورة نوال الدجوي – رائدة التعليم وصاحبة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب – إلى حديث الشارع ومنصات التواصل، بعد سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي قلبت حياة هذه العائلة رأسًا على عقب، وفضحت صراعاتها الداخلية على الملأ.
من فيلا إلى مغارة علي بابا.. سرقة بالملايين تشعل فتيل الأزمة
كانت البداية في 19 مايو 2025، عندما حرّرت الدكتورة نوال الدجوي بلاغًا رسميًا لدى قسم أول أكتوبر، يفيد بسرقة مبلغ ضخم من مسكنها بمدينة 6 أكتوبر، بلغ 50 مليون جنيه، و3 ملايين دولار، و350 ألف جنيه إسترليني، و15 كيلو ذهب! الواقعة التي وُصفت بـ”سرقة القرن” حولت الفيلا إلى ما يشبه مغارة “علي بابا”، وأثارت تساؤلات واسعة عن سبب احتفاظها بهذه الثروة الطائلة داخل المنزل بدلًا من البنوك.
الاتهامات طالت أحد أحفادها مباشرة، بحسب ما كشفه البلاغ، فبدأت فصول صراع عائلي خرج من جدران الأسرة إلى العلن.
محامي الأحفاد يرد: لا سرقة بل مؤامرة.. والحجر على الجدة قادم!
لم تمضِ سوى ساعات على الواقعة، حتى خرج محامي أحفاد الدكتورة نوال، ليقلب الطاولة بتصريحات نارية، مؤكدًا أن الاتهام غير صحيح، وأن الصراع الحقيقي سببه الميراث، كاشفًا عن عشرات الدعاوى المتبادلة بين الأحفاد من جهة، وحفيدتي الدكتورة من ابنتها المتوفاة من جهة أخرى، واللتين تسيطران – حسب قوله – على إدارة أموال الجدة.
الأخطر كان إعلانه نية الأسرة إقامة دعوى حجر على الدكتورة نوال، مستندين إلى تقارير طبية تشير لمعاناتها من ضمور في المخ واضطرابات ذهنية، في خطوة وصفها البعض بأنها “انقلاب ناعم” داخل العائلة.
تحقيقات النيابة.. مواجهة مباشرة بين الجدة والحفيد
في اليوم التالي، استمعت النيابة لأقوال الدكتورة نوال، التي أكدت تمتعها بكامل قواها العقلية، ووجهت اتهامًا صريحًا لأحفادها من ابنها الراحل شريف بسرقة الخزنة، مشيرة إلى أنهم يمتلكون مفاتيحها وظهرت عليهم فجأة مظاهر الثراء.
في المقابل، أنكر الحفيد عمرو الاتهامات، موجهًا أصابع الاتهام لحفيدتي الجدة، ومطالبًا بالتحقيق في عقود بيع لأصول بمليارات الجنيهات تمت ببصمة أصابع الجدة فقط.
الصدمة الكبرى.. وفاة الحفيد أحمد الدجوي بطلق ناري
في 25 مايو، تحولت المأساة إلى فاجعة. تم العثور على جثة الدكتور أحمد الدجوي داخل فيلته بكمبوند شهير في 6 أكتوبر، مصابًا بطلق ناري. وزارة الداخلية رجحت انتحاره بسبب اضطرابات نفسية، وأكدت أنه كان يتلقى علاجًا خارج البلاد.
لكن الأسرة – عبر محاميها الشهير محمد حمودة – كذّبت الرواية الرسمية، مشيرة إلى وجود شبهة جنائية، وأن الراحل لم يكن يعاني من أية أزمة نفسية، بل كان مسافرًا لأغراض العمل.
جنازة صامتة ورسائل مشفّرة
في 26 مايو، وُري جثمان أحمد الدجوي الثرى في مدافن الأسرة بالسيدة عائشة، بعد جنازة مؤثرة أقيمت داخل جامعة أكتوبر، في غياب لافت لجدته. لافتات وُضعت خلال الجنازة ألمحت إلى اتهامات داخلية، بينما أعلن شقيقه عمرو أن العزاء لن يُستقبل حتى تُكشف الحقيقة كاملة.
حكاية عائلة.. أم مرآة لمجتمع؟
هكذا تحوّل اسم “الدجوي” من رمز للعلم والتعليم إلى عنوان للجدل والفضائح. من سرقات واختلاسات إلى دعوى حجر، ومن اتهامات متبادلة إلى نهاية مأساوية لحفيد شاب.. قصة مأساوية تكشف هشاشة العلاقات حين تصطدم بالمصالح، حتى بين أكثر العائلات وجاهة وثراء.
هل تكون نهاية هذه القصة عند بوابة المقابر؟ أم أنها مجرد بداية لفصول أكثر قتامة؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف.