في جولة ميدانية حافلة بالاهتمام الرسمي والديني، تفقد شريف فتحي وزير السياحة والآثار موقع أبو مينا الأثري ودير مارمينا العجائبي بمنطقة برج العرب في الإسكندرية، وذلك برفقة الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتورة نوريا سانز مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
وجاءت هذه الزيارة، التي نظمتها وزارة السياحة والآثار بالتنسيق مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على أحد أهم المواقع الأثرية والدينية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والتي شهدت مؤخراً إنجازات ملموسة في مجال الحفظ والترميم.
وشارك في الجولة عدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار، من بينهم الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس، والسفير خالد ثروت المشرف على الإدارة العامة للعلاقات الدولية، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والأستاذ محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية، إلى جانب عدد من رهبان الدير.
وشملت الجولة تفقد العناصر المعمارية لموقع أبو مينا، ومتابعة مشروع خفض منسوب المياه الجوفية الذي بلغت تكلفته 60 مليون جنيه، ويهدف إلى حماية الموقع من التدهور، حيث تم الاستماع إلى شرح مفصل عن تاريخ الدير وأهميته الدينية والروحانية، إلى جانب الاطلاع على تقنيات الطلمبات وخطوط الصرف المصممة لحماية الموقع.
وفي تصريحاته، أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن اعتزازه بجهود الدولة المصرية ومنظمة اليونسكو في حماية هذا الموقع الفريد، واصفاً الأعمال المنفذة بأنها تمثل نموذجاً مشرفاً لحرص الدولة على الحفاظ على التراث الوطني والديني.
من جانبه، أشاد شريف فتحي بما تحقق من إنجازات على الأرض، مؤكداً أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، لترويج الموقع بشكل مبتكر يضمن تواصلاً فعالاً مع الجمهور المحلي والعالمي. كما وجه بإعداد برامج تدريبية متخصصة للمرشدين السياحيين، وبتأهيل أفراد من داخل الدير ليكونوا قادرين على استقبال الزوار وتقديم الشرح لهم.
وأكد وزير السياحة والآثار أن الوزارة بصدد إعداد خطة تسويقية رقمية متكاملة تشمل منصات التواصل، والعروض الترويجية في المعارض والمحافل الدولية، على غرار ما تم مع المتحف المصري الكبير، من أجل رفع الوعي العالمي بأهمية دير أبو مينا كموقع أثري وروحي فريد من نوعه.
وفي ختام زيارته، وجه الوزير الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني والقائمين على الدير، مؤكداً أن دير أبو مينا ليس مجرد مَعْلَم ديني، بل يمثل موروثاً حضارياً وإنسانياً ذا قيمة عالمية، ويجب وضعه في المكانة التي يستحقها على خريطة السياحة الدولية.
وقد أعرب الحضور عن إعجابهم بما تم إنجازه في الموقع من جهود إنقاذ وترميم وتطوير، فيما أقام قداسة البابا مأدبة غداء تكريمية للوفد الزائر، تقديراً لجهودهم المخلصة في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي والديني.
يُذكر أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية الذي أُنجز عام 2022 ساهم في حماية الموقع، وهو ما يمهد الطريق لرفع تصنيفه من قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، كما تم الانتهاء من ترميم عدد من العناصر المعمارية بالدير، مما يعزز من جاذبيته كمقصد ديني وسياحي عالمي.
