منوعات

المسجد النبوي.. ثاني الحرمين الشريفين وموطن النور الذي اختاره رسول الله بيده الشريفة

 

في قلب المدينة المنورة، يتلألأ نور ثاني الحرمين الشريفين، المسجد النبوي الشريف، الذي اختاره رسول الله ﷺ موقعًا له فور وصوله مهاجرًا من مكة، وشارك بنفسه في تشييده، واضعًا حجر الأساس لدولة الإسلام ومركز الدعوة والعلم.

شارك النبي ﷺ الصحابة في بناء المسجد الطاهر، الذي تحول إلى مقر القيادة الإسلامية في حياته، واستمر كذلك في عهد الخلفاء الراشدين، ومنذ ذلك اليوم أصبح منارة للعبادة والعلم، ومقصدًا للمؤمنين من كل أقطار الأرض.

قصة بناء المسجد النبوي.. ناقة مأمورة ومربد تمر
بعد أن أقام النبي ﷺ في قباء وبنى فيها أول مسجد أسس على التقوى، واصل رحلته المباركة حتى بركت ناقته في أرض مربد تمر لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار هما سهل وسهيل، وكانا في حجر معاذ بن عفراء. لم يتردد الرسول في اتخاذ هذا المكان الطاهر موقعًا لبناء مسجده المبارك.

الناقة، كما قال النبي، كانت “مأمورة”، إذ كانت تتوقف في أماكن متعددة خلال رحلتها، ويطلب أهلها من النبي النزول عندهم، فكان يرد دائمًا: “دعوها فإنها مأمورة”، حتى استقرت حيث يقوم المسجد اليوم. وبعد نزول النبي، حمل أبو أيوب الأنصاري متاعه إلى بيته ليستضيفه حتى انتهاء البناء.

فضائل المسجد النبوي.. مكانة لا تضاهى في الإسلام
يُعد المسجد النبوي من أعظم المساجد بعد المسجد الحرام، لما له من فضائل عظيمة نُقلت عن النبي ﷺ، أبرزها:

مسجد أُسس على التقوى: فقد قال الله تعالى:
﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ [التوبة: 108]، وقد بيّن النبي ﷺ أن المقصود بهذا هو مسجده الشريف.

الصلاة فيه بألف صلاة: روى النبي ﷺ:
“صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.”

من المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرحال: حيث قال ﷺ:
“لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.”

روضة من رياض الجنة: كما قال ﷺ:
“ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي.”

منارة للعلم والجهاد في سبيل الله: فمن جاءه ليتعلم أو يُعلم، فله أجر المجاهد كما قال الرسول الكريم.

المكان المختار من الله: فقد قال النبي ﷺ:
“أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة.”

منطلق الفتوحات الإسلامية ومركز الخلافة الأولى: حيث انطلقت منه رسائل السلام والدعوة والعدل إلى شتى بقاع الأرض.

مشاركة الرسول وصحابته في بنائه: وهذا من أعظم مظاهر البركة والفضل، حيث غُرست أساساته بيد النبي ﷺ.

خاتمة: مقصد الحجيج ومهوى الأفئدة
المسجد النبوي ليس فقط مكانًا للصلاة، بل هو مركز حضاري وروحي يجمع المسلمين على حب نبيهم ودينهم، ويستمدون منه العزم والعلم والتقوى. وتظل خدمته، ورعايته، وتوسعته من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله.

فزيارة المسجد النبوي، والصلاة فيه، وطلب العلم بين جنباته، كلها أبواب من الخير، وأعمال تُرجى بها أعلى الدرجات في

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى