فنون وثقافة

عودة النجمات إلى صدارة الشاشة الكبيرة.. هل ينجحن في إشعال شباك التذاكر؟

في موسم سينمائي واعد، تعود نجمات الصف الأول إلى الشاشة الكبيرة بقوة وثقة، في مشهد يُعيد إلى الأذهان زمن البطولات النسائية المطلقة. فبين الحنين إلى الماضي وتحديات السوق الراهنة، تبرز تساؤلات حول مدى قدرة هذه العودة على إعادة بريق السينما النسائية: هل تكفي الأسماء اللامعة وحدها، أم أن المعادلة تغيرت والجمهور بات يبحث عن محتوى أكثر عمقًا وتنوعًا؟

منى زكي تستحضر أم كلثوم.. وعودة ياسمين عبد العزيز بعد 7 سنوات
تتصدر الفنانة منى زكي قائمة العائدات بفيلم “الست”، الذي يروي سيرة كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها، من إخراج مروان حامد وتأليف أحمد مراد، الذي وصف العمل بأنه “تجربة صعبة وممتعة”، مؤكدًا أن منى زكي تمتلك القدرة الفنية لتجسيد شخصية بحجم أم كلثوم.

عودة النجمات إلى صدارة الشاشة الكبيرة.. هل ينجحن في إشعال شباك التذاكر؟
منى زكي

أما ياسمين عبد العزيز، فتعود بعد غياب دام سبع سنوات عبر فيلم “زوجة رجل مش مهم” الذي يمزج بين الكوميديا والأكشن، من إخراج معتز التوني. وتشارك منة شلبي في “هيبتا.. المحاضرة الأخيرة” مع المخرج هادي الباجوري، فيما تطل دنيا سمير غانم بفيلم “روكي الغلابة” إلى جانب محمد ممدوح ومحمد ثروت، في إطار من المغامرة والكوميديا.

كما تعود زينة إلى السينما ببطولة فيلم “بنات الباشا” للمخرج ماندو العدل، المأخوذ عن رواية للكاتبة نورا ناجي، ويتناول قضايا المرأة بزاوية اجتماعية واقعية.

النقد الفني: بين الترحيب والتحفّظ
الناقدة سامية حبيب ترى أن البطولة النسائية ليست جديدة على السينما المصرية، فقد ازدهرت سابقًا مع نجمات مثل فاتن حمامة وشادية، مشددة على أن النجاح مرهون بجودة القصة، والإخراج، وليس فقط بالاسم أو النجومية.

أما الناقد طارق الشناوي فأبدى تحفظًا، معتبرًا أن النجمات اليوم غير قادرات على تحمّل عبء “البطولة المطلقة”، مرجعًا ذلك إلى معايير السوق والمردود الجماهيري، ومشيرًا إلى أن السينما المصرية بدأت تاريخيًا على أكتاف النساء، لكن النجومية انتقلت تدريجيًا إلى الرجال مع تصاعد أفلام الأكشن والكوميديا.

عودة النجمات إلى صدارة الشاشة الكبيرة.. هل ينجحن في إشعال شباك التذاكر؟
طارق الشناوي

ويرى الشناوي أن المحاولات النسائية الأخيرة رغم كونها مشجعة، إلا أنها لم تترسخ بعد كاتجاه سائد، مؤكدًا أن المنتجين لن يغامروا ما لم يضمنوا عائدًا مضمونًا.

عصام زكريا: نحتاج جمهورًا يتقبل البطلات
من جهته، وصف الناقد عصام زكريا العودة النسائية بأنها “خطوة في الاتجاه الصحيح”، لكنه شدد على أن نجاحها مرهون بجمهور أكثر تنوعًا، معتبرًا أن جمهور السينما الحالي يغلب عليه الطابع الذكوري، بعكس جمهور التلفزيون والمنصات الرقمية. وقال: “نحتاج أفلامًا تعكس وجهات نظر نسائية حقيقية بمضامين مكتوبة بعناية”، مشيرًا إلى أن النجاحات النسائية الأخيرة رغم محدوديتها تُشكل بوادر أمل.

ماجدة خير الله: تحوّل إيجابي وفرض للوجود
أما الناقدة ماجدة خير الله، فترى في هذه الظاهرة تحوّلًا إيجابيًا، مؤكدة أن البطولات النسائية باتت تفرض نفسها في السينما كما في التلفزيون. واستشهدت بأفلام منة شلبي ومنى زكي كأمثلة على تقديم بطلات في قلب الحدث، مشيرة إلى أهمية تناول قضايا مجتمعية من منظور نسائي، ما يمنح السينما ثراءً وتنوعًا.

السينما النسائية.. مستقبل مفتوح؟
مع تصاعد الحراك النسائي في السينما، يبقى السؤال المطروح: هل تكون هذه العودة مجرد ظاهرة موسمية، أم بداية لمرحلة جديدة تعود فيها المرأة لتصنع المجد السينمائي من جديد؟ المؤشرات الحالية، وإن كانت متفاوتة، تؤكد أن النجمات ما زلن قادرات على المنافسة، بشرط أن يجدن النص المناسب والدعم الإنتاجي، والجمهور المستعد للاحتفاء بتجاربهن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى