جيت لي يحتفل بعيد ميلاده الـ62.. أسطورة القتال الذي انتصر على نفسه قبل خصومه

في يوم 26 أبريل، يطفئ نجم السينما القتالية جيت لي شمعته الثانية والستين، محتفلاً بمسيرة استثنائية حفر بها اسمه بين أساطير السينما العالمية، بمزيج فريد من المهارات القتالية المتقنة والأداء التمثيلي العميق.
وُلد جيت لي، أو لي ليانجيه كما كان يُعرف في بداياته، في بكين عام 1963، وبدأ رحلته مع فنون القتال وهو طفل لا يتجاوز الثامنة. لم تمضِ سنوات قليلة حتى أصبح بطلًا وطنيًا في “الووشو”، محققًا خمس بطولات متتالية قبل أن تجبره إصابة في الركبة على اعتزال الرياضة عام 1979، ليفتح بعدها صفحة جديدة في عالم السينما.
أطل جيت لي على الجمهور لأول مرة في عام 1982 بفيلم “معبد شاولين”، الذي لم يحقق له فقط شهرة واسعة، بل أعاد أيضًا إحياء الاهتمام بفنون القتال الصينية. ومن هناك، انطلقت مسيرته التي جمعت بين تألق آسيوي وعالمية هوليوودية.
في تسعينيات القرن الماضي، توهج نجم جيت لي في هونج كونج من خلال سلسلة أفلام “حدث ذات مرة في الصين”، قبل أن يغزو هوليوود في 1998 بدور الشرير المميز في “سلاح قاتل 4″، رغم محدودية إلمامه بالإنجليزية وقتها.
وبين “روميو يجب أن يموت”، و”قبلة التنين”، و”مطلق العنان”، أثبت جيت لي أنه أكثر من مجرد مقاتل، بل ممثل حقيقي قادر على خطف الأنظار بأدائه. وقد توج مسيرته بأعمال أيقونية مثل “البطل” و”لا يعرف الخوف”، اللذين رسّخا مكانته كرمز للسينما الآسيوية والعالمية.
ورغم عروض مغرية، رفض جيت لي المشاركة في أفلام كبرى مثل “النمر الرابض والتنين الخفي” و”ذا ماتريكس”، واضعًا العائلة ومبادئه في المقدمة دائمًا.
في عام 2008، اجتمع لأول مرة مع النجم جاكي شان في “المملكة المحرمة”، وكان آخر ظهور سينمائي له عام 2020 بدور إمبراطور الصين في النسخة الحية من فيلم “مولان”.
على الصعيد الشخصي، عاش جيت لي حياة مليئة بالتجارب؛ تزوج مرتين وله أربع بنات، وتخلى عن الجنسية الأمريكية ليتبنى لاحقًا الجنسية السنغافورية. كما خاض معركة صحية ضد مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، ليكرس بعدها وقته للأعمال الخيرية من خلال مؤسسته “وان فاونديشن”.
بعيدًا عن الأضواء، يؤمن جيت لي أن القوة الحقيقية تكمن في الحب، وأن أعظم الانتصارات هي تلك التي نحققها على أنفسنا، وهي فلسفة تتجسد في أبرز أفلامه ورسائله الإنسانية.
وفي عيد ميلاده الـ62، يبقى جيت لي مصدر إلهام لجيل كامل من عشاق السينما وفنون القتال، وأيقونة حقيقية انتصر بالحكمة قبل أن ينتصر بالقوة.