الاقتصاد

انهيار اقتصادي عالمي جديد.. “خط الموت” يعود للظهور من وول ستريت

في تحذير خطير من انهيار اقتصادي عالمي جديد كشف الدكتور مخلص الناظر، الأستاذ الجامعي والمستشار المالي المتخصص في تحليل الاستثمار وتطوير الأعمال، عن مؤشرات وصفها بـ”المرعبة”، تشير إلى احتمالية اقتراب العالم من أزمة مالية عالمية جديدة، قد تبدأ من قلب أسواق المال الأميركية، وتحديدًا من مؤشر S&P 500، أحد أكثر المؤشرات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي.

قمة خطرة عند 6150 نقطة: بداية الانهيار من الذروة
أوضح الناظر أن مؤشر S&P 500 بلغ في 12 نوفمبر 2023 قمة تاريخية وصلت إلى 6150 نقطة، مدفوعًا بموجة تفاؤل جامحة في الأسواق بسبب التقدم التكنولوجي، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوقعات اقتصادية متفائلة.

لكن هذه الذروة، وفقًا لتحليله، ليست مؤشرًا على ازدهار دائم، بل قد تكون بداية انهيار وشيك، إذ تتطابق مع ما يُعرف بـ”خط الموت”، وهو مستوى مقاومة تقني نادر الحدوث، لم يظهر إلا مرتين في القرن الماضي، وكانت نتائجه في كل مرة كارثية.

انهيار اقتصادي عالمي جديد.. "خط الموت" يعود للظهور من وول ستريت
انهيار البورصة

“خط الموت”: نذير بأزمات كبرى سبق أن دمر الاقتصاد العالمي
بحسب الناظر، فإن “خط الموت” ظهر للمرة الأولى في عام 1929 قبيل اندلاع الكساد العظيم، حيث انهارت الأسواق حينها بنسبة 86%، واستغرق التعافي الاقتصادي نحو 25 عامًا. وظهر مجددًا في عام 2000 خلال فقاعة الدوت كوم، عندما فقد المؤشر نحو 57% من قيمته، واستمر التعافي لأكثر من 13 عامًا.

ويضيف الناظر: “اليوم، نحن نواجه نفس النمط، والمؤشر بدأ بالفعل بالتراجع، إذ هبط من 6150 نقطة إلى 5450 نقطة في وقت مبكر من عام 2025، أي بنسبة 10%، ما يثير تساؤلات جدية: هل هو مجرد تصحيح طبيعي أم مقدمة لانهيار شامل؟”

سيناريو الانهيار المحتمل: خسائر فادحة واستثمارات تتبخر
يشير تحليل الناظر إلى سيناريو مرعب في حال تكررت أنماط الانهيار السابقة، إذ من الممكن أن يفقد المؤشر 72% من قيمته، لينخفض إلى مستوى 1720 نقطة فقط. وبلغة الأرقام، فإن استثمارًا بسيطًا بقيمة 10,000 دولار قد يتحول إلى 2,800 دولار فقط، في حين ستستغرق الأسواق 19 عامًا للتعافي، بحسب متوسط الفترات السابقة، أي حتى 2043.

انهيار اقتصادي عالمي جديد.. "خط الموت" يعود للظهور من وول ستريت
انهيار اقتصادي

ويؤكد الناظر أن الخطر لا يقتصر على الخسائر الرقمية فحسب، بل إن قيمة الأموال الحقيقية ستتآكل بفعل التضخم، ما يعني أن المستثمرين سيواجهون خسائر مزدوجة: في القيمة الاسمية والحقيقية لأموالهم.

وهم “الهبوط الناعم”.. والمستثمرون الكبار يشعرون بالخطر
يرى الناظر أن مؤسسات مالية كبرى تسوّق لما تسميه بـ”الهبوط الناعم”، وتعتمد على وعود بتخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تفاؤل مدفوع بعودة سياسات ترامب الضريبية، والضجة الإعلامية حول الذكاء الاصطناعي.

لكن على الجانب الآخر، يلفت الناظر الانتباه إلى تحركات مريبة للمستثمرين الكبار، مثل الملياردير وارن بافيت، الذي يحتفظ باحتياطيات نقدية ضخمة في شركته Berkshire Hathaway، في خطوة تعكس حالة من الحيطة والحذر الشديدين، وتوحي باستعداد محتمل لدخول سوق هابطة طويلة الأجل.

أزمة تلوح في الأفق: هل يمكن للعالم تحمل صدمة مالية جديدة؟
يشير الناظر إلى أن العالم بات مفرطًا في الاعتماد على أدوات مثل التيسير الكمي (QE)، والتدخلات المرنة من الفيدرالي الأميركي، والتكنولوجيا المالية الحديثة، معتقدًا أنها قادرة على كبح أي أزمة قادمة. لكنه يطرح السؤال الأهم: هل تستطيع هذه الأدوات مقاومة خط مقاومة تقني ظل صامدًا لأكثر من قرن؟

انهيار اقتصادي عالمي جديد.. "خط الموت" يعود للظهور من وول ستريت
البورصة

وفي ظل هذا السيناريو القاتم، يختتم الناظر تحليله قائلًا: “قد نكون على أعتاب أزمة مالية تضرب أسواق العالم بأكمله، وتحطم ما تم بناؤه على مدى عقود. والتاريخ يخبرنا أن تجاهل الإشارات الفنية الخطيرة لم يكن يومًا خيارًا آمنًا، بل كان دومًا مقدمة لانفجارات اقتصادية لا ترحم”.

العالم على حافة الخطر
في ظل ما سبق، يقف الاقتصاد العالمي اليوم على شفا أزمة مالية جديدة، قد تبدأ من وول ستريت، لكنها لن تتوقف عندها، بل قد تمتد إلى البورصات العالمية، وأسواق العملات، وسلاسل التوريد، بل وحتى الاقتصادات الناشئة.
الأسواق تترقب، والخطر يقترب، و”خط الموت” قد لا يكون مجرد مصطلح تقني، بل جرس إنذار لقادم قد يكون أسوأ مما شهده العالم في 2008 و1929.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى