السودان يشهد تحولًا مفصليًا.. الجيش يعلن السيطرة الكاملة على الخرطوم والبرهان يؤكد: الأمر انتهى
في تطور عسكري هو الأبرز منذ اندلاع الصراع في السودان، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، في خطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا بعد معارك عنيفة استمرت لأشهر ضد قوات الدعم السريع.
وأسفرت هذه العمليات عن انهيار صفوف قوات الدعم السريع وفرارها من مواقعها في مختلف أنحاء المدينة، لتُحكم القوات المسلحة قبضتها على المراكز الحيوية، في مشهد يراه كثيرون بمثابة بداية لنهاية المواجهات المسلحة وبزوغ فجر مرحلة جديدة للسودان.
ووصل رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مطار الخرطوم الدولي على متن مروحية عسكرية، حيث كان في استقباله عدد من القيادات العسكرية.
ومن هناك، توجه إلى القصر الجمهوري، الذي كان الجيش قد استعاد السيطرة عليه مؤخرًا، ليعلن من داخله أن “الخرطوم أصبحت حرة بالكامل”، مؤكدًا أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير العاصمة ودحر المتمردين.
تفاصيل العمليات العسكرية الأخيرة
شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدًا ميدانيًا كبيرًا، حيث شنت القوات المسلحة هجمات مكثفة على مواقع تمركز قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيار صفوف المتمردين وفرارهم من المدينة عبر جسر خزان جبل أولياء.
ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن الجيش السوداني نجح في إحكام سيطرته على العديد من المواقع الاستراتيجية داخل الخرطوم، أبرزها:
مباني الوزارات السيادية ومقر البنك المركزي والمخابرات العامة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع.
معسكر طيبة الحسناب في محلية جبل أولياء، الذي كان أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع في وسط السودان وآخر معاقلها في الخرطوم.
مقر الدفاع الجوي ومباني كلية الهندسة بجامعة السودان، مما عزز هيمنة الجيش على كامل العاصمة.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الجيش كبد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في المعدات والأرواح، مما دفعها إلى التراجع السريع عن مواقعها الأساسية في المدينة.
انهيار الدعم السريع والاحتفالات في الخرطوم
مع الإعلان عن استعادة السيطرة على الخرطوم، شهدت شوارع المدينة مسيرات شعبية احتفالية تأييدًا للقوات المسلحة.
وأكد مراسل “القاهرة الإخبارية” أن قوات الدعم السريع انهارت تمامًا في جميع أنحاء العاصمة، كما انسحبت من غالبية أحياء مدينة أم درمان، التي كانت تشكل معقلًا رئيسيًا لها.
وأعرب المواطنون عن ارتياحهم لهذه التطورات، مشيرين إلى أن تحرير العاصمة من الميليشيات المسلحة يعد خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في البلاد.
خريطة السيطرة الجديدة ومستقبل الصراع
وفقًا لخريطة نشرها الجيش السوداني، فقد باتت معظم مناطق الخرطوم وولايات النيل الأبيض وجنوب كردفان تحت سيطرته، فيما تراجعت قوات الدعم السريع إلى مناطق متفرقة في دارفور وأجزاء من كردفان.
وفي تصريحات حاسمة، شدد البرهان على أن “لا تفاوض مع قوات الدعم السريع ما لم تسلّم سلاحها بالكامل”، مؤكدًا أن القوات المسلحة مستمرة في عملياتها لاستكمال تحرير البلاد من التمرد، وأن السودان مصمم على القضاء التام على التهديدات الأمنية التي تواجهه.
رسائل البرهان للسودانيين والمجتمع الدولي
في خطابه من داخل القصر الجمهوري، وجّه البرهان عدة رسائل، أبرزها:
طمأنة المواطنين بأن الجيش يعمل على إعادة الأمن والاستقرار للعاصمة، داعيًا الجميع إلى التكاتف من أجل إعادة بناء البلاد.
تحذير قوات الدعم السريع من أي محاولات لإعادة تجميع صفوفها، مؤكدًا أن “كل من يحمل السلاح ضد الدولة سيواجه برد صارم”.
مخاطبة المجتمع الدولي، حيث دعا الدول الكبرى إلى احترام سيادة السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشددًا على أن القوات المسلحة لن تتهاون في الدفاع عن الوطن.
ما بعد السيطرة.. تحديات المرحلة المقبلة
رغم الإنجاز العسكري الكبير الذي حققه الجيش السوداني، إلا أن التحديات الأمنية والسياسية لا تزال قائمة، حيث يواجه السودان:
إعادة إعمار العاصمة الخرطوم التي تعرضت لدمار واسع جراء المعارك.
التعامل مع الوضع الإنساني الصعب، خصوصًا مع نزوح آلاف المواطنين جراء القتال.
ضمان عدم عودة التوترات العسكرية مجددًا، والعمل على تفكيك أي خلايا مسلحة متبقية.
ختامًا.. السودان على أعتاب مرحلة جديدة
مع استعادة الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم، يدخل السودان مرحلة حاسمة في مسار الصراع، حيث تسعى القوات المسلحة إلى إكمال تطهير بقية المناطق التي لا تزال تشهد وجودًا متبقًّى لقوات الدعم السريع. وبينما تتسارع العمليات العسكرية على الأرض، يترقب الشارع السوداني التحركات القادمة للقيادة العسكرية، وسط تطلعات شعبية إلى أن يكون هذا التقدم نقطة تحول نحو إنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام، وفتح الباب أمام مرحلة من الاستقرار وإعادة الإعمار.
