فنون وثقافة

محمد شاهين.. 20 عامًا بين الكوميديا والدراما وصعود نحو النجومية في “لام شمسية”

في سماء الفن المصري، حيث تتداخل خيوط الكوميديا والدراما، برز اسم محمد شاهين كواحد من الفنانين الذين استطاعوا أن ينسجوا لأنفسهم مسارًا مميزًا، متجاوزًا حدود الأدوار التقليدية، باحثًا عن مساحة أعمق للتعبير عن موهبته.

فمنذ ظهوره الأول في فيلم “حريم كريم” عام 2005، مرورًا بمحطاته المهمة في الأعمال الكوميدية، وحتى تألقه في أدوار درامية معقدة، استطاع شاهين أن يرسم لنفسه طريقًا فنيًا استثنائيًا، استمر لأكثر من 20 عامًا، متسلحًا بالشغف والإصرار والتجدد المستمر.

محمد شاهين.. 20 عامًا بين الكوميديا والدراما وصعود نحو النجومية في "لام شمسية"

من المسرح الجامعي إلى أضواء السينما والتلفزيون
لم يكن محمد شاهين مجرد ممثل عابر في مشهد فني مزدحم، بل كان شابًا يحمل في داخله موهبة دفينة بدأت تتبلور خلال دراسته بكلية التجارة بجامعة القاهرة، حيث وجد نفسه في عروض مسرح الجامعة، ومنها انتقل إلى ورشة الإبداع الفني تحت إشراف المخرج خالد جلال، وهي المحطة التي صقلت موهبته ومهدت له طريق الاحتراف.

جاءت أولى خطواته السينمائية في 2005 بفيلم “حريم كريم”، حيث قدم دورًا خفيفًا لفت الأنظار، لكنه لم يكن كافيًا لإظهار إمكانياته. استمر شاهين في تقديم الأدوار الكوميدية في السينما والدراما، حتى جاءت نقطة التحول الحقيقية مع دوره في السيت كوم الشهير “تامر وشوقية”، حيث جسد شخصية مميزة صنعت له قاعدة جماهيرية واسعة، وكان هذا الدور بمثابة انطلاقة نحو انتشار أوسع في الدراما المصرية.

50 عملًا بين السينما والتلفزيون ومحطات فارقة في مشواره
على مدار 20 عامًا، شارك شاهين في أكثر من 50 عملًا بين السينما والتلفزيون، متنقلًا بين الأدوار الكوميدية التي صنعت له شعبية، وبين الأدوار الدرامية التي كشفت عن عمق موهبته. ومن أبرز محطاته الفنية:

“الكبير أوي”: حيث تألق في دور صديق “الكبير” بجانب أحمد مكي، مقدمًا أداءً كوميديًا محببًا زاد من جماهيريته.

محمد شاهين.. 20 عامًا بين الكوميديا والدراما وصعود نحو النجومية في "لام شمسية"
محمد شاهين – أحمد مكي

“لحظة غضب”: حيث قدم شخصية مركبة لرجل يعيش صراعًا داخليًا، محاولًا التوفيق بين عمله ومسؤولياته العائلية، في أداء وصفه النقاد بأنه “ناضج ومختلف”.

“الهرشة السابعة”: واحد من الأعمال التي أظهرت قدرة شاهين على تقديم أدوار درامية عميقة، حيث جسد شخصية تواجه تحديات الحياة الزوجية وتراكم المسؤوليات.

“سوتس بالعربي”: في تجربة مختلفة، شارك شاهين في النسخة العربية من المسلسل الشهير “Suits”، وهو ما أضاف لرصيده الفني تجربة جديدة في الأعمال المستوحاة من الدراما العالمية.

“لام شمسية”.. الدور الأصعب في مسيرته الفنية
لم يكن شاهين يومًا ممثلًا يسعى للراحة أو يفضل البقاء في منطقة الأمان، بل كان دائم البحث عن أدوار صعبة تبرز إمكانياته، وهو ما جسده في مسلسل “لام شمسية”، الذي يُعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي، حيث قدم شخصية “وسام”، الأستاذ الجامعي المتهم بالتحرش بطفل، في دور صادم وغير تقليدي.

محمد شاهين.. 20 عامًا بين الكوميديا والدراما وصعود نحو النجومية في "لام شمسية"

جسد شاهين هذه الشخصية بحرفية وجرأة، مقدمًا أداءً متقنًا أظهر التناقضات النفسية للشخصية، بدءًا من الصورة الاجتماعية الراقية التي يظهر بها، وصولًا إلى انكشاف الجانب المظلم من حياته بعد تصاعد الأحداث.

هذا الأداء دفع بالنقاد والجمهور إلى الإشادة به، حيث كتبت الناقدة ماجدة خير الله عبر حسابها على فيسبوك: “محمد شاهين ممثل موهوب جدًا، متنوع الأداء، وجريء في اختياراته.. لم يصل بعد إلى النجومية التي يستحقها، وأتمنى أن يلفت دوره في لام شمسية الأنظار إلى حجم موهبته”.

نحو أفق جديد.. هل يحقق شاهين حلمه العالمي؟
رغم نجاحاته في الدراما المصرية، إلا أن طموح محمد شاهين لم يتوقف عند هذا الحد، فقد صرّح في لقاء إعلامي سابق بأنه يحلم بخوض تجربة عالمية في التمثيل، وهو ما يعكس شغفه المستمر بتطوير أدائه والانفتاح على تجارب مختلفة.

ومع اختياراته الجريئة خلال السنوات الأخيرة، يبدو أن شاهين في طريقه لحجز مكانة متقدمة بين نجوم جيله، خاصة مع حرصه على التنوع بين الكوميديا والدراما وعدم تكرار نفسه.

محمد شاهين.. فنان لا يتوقف عن التجربة والتحدي
منذ أن بدأ رحلته الفنية، لم يكن شاهين يبحث عن الشهرة السريعة أو الأدوار السهلة، بل كان فنانًا شغوفًا بتقديم شخصيات تحمل أبعادًا نفسية ودرامية مختلفة. وبينما يواصل مشواره بثقة، تبدو السنوات القادمة حافلة بالمزيد من التحديات، التي قد تأخذه إلى آفاق جديدة، وربما إلى حلمه الأبعد في العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى