50 قتيلًا وعشرات المفقودين في فيضانات تكساس.. قصص مروعة ومحاولات يائسة للنجاة

بينما تواصل فرق الإنقاذ الأمريكية أعمال البحث وسط مياه الفيضانات العارمة في ولاية تكساس، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى ما لا يقل عن 50 قتيلًا، بينهم 15 طفلًا، في كارثة إنسانية ضربت المقاطعات الواقعة شمال مدينة سان أنطونيو، فيما لا يزال 27 فتاة في عداد المفقودين بعد أن جرفتهن السيول من مخيم صيفي أقيم على ضفاف نهر في مقاطعة كير.
وأعلنت السلطات أن مقاطعة كير هي الأكثر تضررًا، حيث أودت الفيضانات بحياة 43 شخصًا على الأقل، بينما سجلت المقاطعات المجاورة مصرع ثمانية أشخاص آخرين، وسط استمرار جهود البحث عن المفقودين رغم تضاؤل فرص العثور على ناجين مع مرور الوقت، بحسب نيم كيد، رئيس قسم إدارة الطوارئ في تكساس.
وفي محاولة لرفع معنويات السكان، أعلن حاكم الولاية جريج أبوت يوم الأحد «يوم صلاة»، داعيًا جميع سكان تكساس إلى الاتحاد بالصلاة من أجل الضحايا والمفقودين وأسرهم، مؤكدًا في بيان أن «سكان تكساس معروفون بإيمانهم وقوتهم وصمودهم، وقد سارعوا لإنقاذ جيرانهم وتقديم المواساة وبث الأمل رغم اجتياح الفيضانات».
وفي سياق متصل، نقلت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية شهادات مروعة من الأهالي الذين عاشوا ساعات من الرعب أثناء محاولاتهم النجاة. وقال جوليان رايان (27 عامًا) إنه كان مع خطيبته كريستينا ويلسون وأطفالهما في منزلهما بمدينة إنجرام عندما بدأت المياه تتدفق بشكل مفاجئ عبر الأبواب والنوافذ، مضيفًا: «اضطررت لكسر نافذة لإخراج أسرتي، لكن الزجاج قطع شريانًا في يدي وتعرضت لإصابة خطيرة في ذراعي».
بينما روت إيرين بيرجس، المقيمة في نفس المدينة، أنها نجت هي وأسرتها بمعجزة بعد أن حاصرتهم المياه خلال دقائق، ما اضطرهم للهرب والتشبث بشجرة لمدة ساعة كاملة وسط تيارات المياه الجارفة حتى انخفض منسوبها، مؤكدة: «الشيء الوحيد الذي أنقذ حياتي هو تمسكي بابني البالغ من العمر 19 عامًا».
وفي شهادة مؤلمة أخرى، قالت إيلين تورانزو، والدة جريتا تورانزو البالغة من العمر 12 عامًا، لقناة «فوكس نيوز» إن ابنتها لا تزال مفقودة بعد أن فُقدت أثناء الفيضانات في معسكر ميستيك، مؤكدة أنها لم تتلق أي معلومات عن مكانها رغم مرور ساعات طويلة على الكارثة.
وتداول أهالي الضحايا في المناطق المنكوبة صورًا لأحبائهم المفقودين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مناشدين تقديم أي معلومات تساعد في العثور عليهم، فيما عم الحزن أرجاء الولاية خلال عطلة نهاية الأسبوع التي صادفت احتفالات عيد الاستقلال.
وكشفت التقارير أن نحو 750 فتاة كن يخيمْن في معسكر صيفي بمناسبة العيد الوطني، حين دمرت الفيضانات المفاجئة المنطقة الواقعة على ضفاف النهر، ولا تزال 23 فتاة منهن في عداد المفقودين حتى الآن، ما يزيد المخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.
وأعادت الكارثة تسليط الضوء على تساؤلات حول استعدادات الحكومة الفيدرالية لمواجهة الكوارث الطبيعية في ظل تغييرات المناخ، خاصة بعد أن جددت وفيات السبت الجدل بشأن خطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص ميزانيات وهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.
وتشهد ولاية تكساس واحدة من أسوأ موجات الفيضانات في تاريخها الحديث، وسط استمرار التحذيرات من ارتفاع مستويات المياه في بعض المناطق، ما يهدد بمزيد من الخسائر البشرية والمادية، فيما تتسابق فرق الإنقاذ مع الزمن لإنقاذ الأرواح وتقليل حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالولاية.