مقالات رأي

صفوت عمران يكتب: حكومة عالمية واحدة .. وشرق أوسط منزوع السلاح لصالح من؟!

قبل أيام من دخول ترامب البيت الأبيض ليحكم أمريكا 4 سنوات قادمة.. كشفت تسريبات دولية عن وجود مفاوضات واسعة تجري في الغرف المغلقة، لإعادة ترتيب المشهد العالمي، ووقف الحرب العالمية الثالثة، من خلال تنفيذ استراتيجية «المكسب للجميع» وأقتسام الغنائم، حيث يؤكد من يقودون هذا الاتجاه أن التعاون من أجل رفاهية الجميع افضل من الحروب والدمار، ورغم أن صانع القرار العالمي، أعد العدة، وجهز المسرح لحرب نهاية الزمان، يبدو أنه منح دعاة العقل والحكمة فرصة للتوافق، ليرى بعدها ما سوف يجري، وهو الأمر الذي يعد فرصة أخيرة لإنقاذ البشرية من جنون واطماع الحلف الصهيوامريكي الذي قد يؤدي إلى كتابة نهاية العالم…

الأمر يبدو غريب في ظل التطورات العالمية الأخيرة.. إلا أنه تحت عنوان «سري جداً» كشفت تقارير إعلامية، أن الأيام الماضية شهدت اجتماع غير معلن بين عدد من قادة ورؤساء وومثلي دول العالم، من أمريكا وأوربا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، من أجل بحث الملفات الخلافية الشائكة، على قاعدة «المكسب للجميع» .. في محاولة لتأجيل الصدام العالمي، الذي قد يؤدي إلى تدمير البشرية، ورغم ما خرج به الإجتماع من تفاهمات، تبقى المخاوف مستمرة، الرهان يبقى دائما على التطبيق.. على عدم التراجع وعدم التلاعب.. والرهان الأكبر يبقى على ساكن البيت الأبيض الجديد، ويرى مراقبون أنه سيكون أكثر لاعب يحدد بوصلة العالم خلال السنوات الأربع القادمة باعتباره اللاعب الأهم فيما يسمى بـ«حكومة العالم الواحدة».

يرى مراقبون أن ترامب رغم حديثه المتكرر عن وقف الحروب إلا أنه لا يريد السلام، بل يريد فرض رؤيته بالقوة العسكرية والبلطجة والحصار الاقتصادي والتركيع عبر التجويع، وأنه يريد سلام المنتصر مقابل استسلام كل خصومه، وهو أمر قد يفجر المشهد العالمي بدلاً من ترميمه، قد يؤدي إلى إشعال الحروب بدلاً من اخمادها، بعد أيام من تهديده بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم ما لم تفرج حماس عن الأسرى الإسرائيليين قبل 20 يناير الحالي، دون حديث عما شهده قطاع غزة من تدمير وإبادة جماعية ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال، امتدت اطماعه إلى جارته كندا، حيث أعلن رغبته ضم كندا للولايات المتحدة الأمريكية وأن تصبح الولاية رقم 51، مؤكداً أنه سوف يستخدم الاقتصاد كوسيلة لإجبار الكنديين على التخلي عن استقلال دولتهم، ورغم أنه استبعد ضم كندا بقوة السلاح إلا أن كل الاحتمالات وارده، في ظل رجل متطرف، غير مأمون الجانب، وغير معروف خطوته القادمة، وكأن مجيئه تحت شعار: «ده مجنون محدش يزعله» .. وكأن العالم ناقص مجانين!!.. يأتي ذلك في وقت صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وتشكيل تحالفات جديدة إستعدادا للصدام العالمي.. الواقع يؤكد: «مخطئ من لا يستعد للصدام العالمي فهو قادم قادم مهما حاول العقلاء».

يأتي ذلك في الوقت الذي يردد مراقبون أنه بدأ تشكيل الحكومة العالمية الواحدة .. الحكومة التي تعيد العالم إلى ثنائية «السادة والعبيد» والتي تخطط إلى التخلص من أغلب سكان العالم لصالح ما يسمى بـ«المليار الذهبي»، ذلك المخطط هو تطوير لما اقترحه نادي روما عام 1973 عن فكرة «النظام العالمي الجديد»، وتقسيم العالم إلى 10 كتل تجارية اقتصادية عالمية، ومؤخراً نشرت المفوضية الأوروبية على موقعها الإلكتروني خريطة العالم تظهر فيها 10 مجموعات من الدول المصممة لتعزيز السيطرة الإقليمية، يأتي ذلك بالتزامن مع حديث ترامب عن دمج المكسيك وكندا وجرينلاند في الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأمريكي، في خطوة نحو إعلان النظام العالمي الذي سيتكون من 10 مناطق أو إمبراطوريات تشكل جميع دول العالم، وهذا يتوافق مع النبوءة التي تجعل هؤلاء الملوك العشرة يُفهمون غالباً على أنهم عشرة قادة عالميين سيتحدون تحت حكم زعيم عالمي واحد «المسيح الدجال»، وهو ما يفسر السياسات التوسعية لعدد من دول الشرق الأوسط فكل منها تريد أن تكون سيدة المنطقة، وفي وقت لاحق وفق مراقبون سيتم استبدال تلك المناطق أو الدول الـ10 الكبيرة بـ«حكومة عالمية واحدة»، وهو ما دفع البعض إلى التأكيد أن كل شئ سوف ينتهي قريباً.. لأن كل هؤلاء وضعوا خططهم ونسوا إرادة الله .. وإرادة الله الغالبة مهما فعلوا.. ولفتوا إلى ما تشهده لوس انجلوس من حرائق عجزت معها الإدارة الأمريكية رغم كل تقدمها التكنولوجي والعسكري.

هنا .. يرى البعض أن «نظرية المكسب للجميع»، قد تكون حل لوقف الاحتقان والغليان في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وعدد كبير من انحاء العالم، لكن هل يقبل صانع القرار العالمي بصيغة التفاهمات أم أن الأطماع المغلفة بالبعد العقائدي سوف تنتصر، وندخل حرب نهاية الزمان المتوقفه على خطوة واحدة في الإتجاه الخطأ من أي من الأطراف.. خطأ غير محسوب من لاعب أو تهور من آخر.. الساحة تم تجهيزها وتبقى كل الاحتمالات قابلة للتنفيذ، وهنا تبقى الأسئلة الصعبة: هل تقبل واشنطن وعواصم الغرب بانتصار روسي في أوكرانيا، مقابل ما حدث في سوريا؟، هل تستبدل إسرائيل مشروعها التوسعي الهادف إلى احتلال عدد من الدول العربية وإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر، بمشروع تطبيع يشمل كل الدول العربية تحت عنوان «السلام مقابل السلام» ودول منزوعة السلاح حولها؟!، هل تقبل إيران بخسارة نفوذها في عدد من الدول العربية مقابل اغماض العين عن مشروعها النووي؟!، هل تقبل السعودية بالتطبيع مع الكيان مقابل تسميه محمد بن سلمان ملكاً؟!، هل يقبل الفلسطنيين بدولة منزوعة السلاح؟!، هل تقبل القاهرة بعلاج الأزمة الاقتصادية وحل أزمة سد النهضة مقابل مدينة صناعية في شمال سيناء للعمال الفلسطينيين ووصول مياه نهر النيل إلى تل أبيب؟!، هل تقبل حكومة سوريا الجديدة الاعتراف الغربي بها مقابل مرور خط الغاز القطري إلى أوروبا وعدم تهديد أمن إسرائيل والتبعية لها؟! هل تقبل دول منطقة الشرق الأوسط تسليم مقدراتها طوعاً للتحالف الصهيوامريكي؟! هل تقبل الصين وقف مطالبها بتايون مقابل تفاهمات اقتصادية مع أمريكا؟!.. وعشرات الأسئلة الأخرى التي تمس الكثير من دول العالم .. فإذا رفض الجميع تلك «الخيارات المرة»، سوف يكون الصدام والحرب أصحاب الكلمة العليا.. بالطبع الأيام القادمة كاشفة، خاصة في ظل تصاعد مخاوف دول الشرق الأوسط من تكرار ما حدث في سوريا سواء من انهيار الحكومة المركزية أو العدوان الإسرائيلي باحتلال 300 كم وتصفيه أسلحة الجيش السوري وقدراته العسكرية.. المؤكد أن إبعاد بشار تم لصالح الخارطة الجديدة للشرق الأوسط وليس لصالح المصالح الوطنية السورية، وهو ما أكده ترامب، لأن مع إبعاد بشار تم إبعاد كل من يحمل رؤية لحكومة وطنية سورية انتقالية تتكون من المعارضة لصالح حكم الجولاني..ويرى مراقبون أن حكام سوريا الجدد لو كانوا أبطالاً للحرية لتركوا السلطة وتراجعوا خطوة للخلف نحو حكومة وطنية تحمل كل أطياف المجتمع السوري!!.

عزيزي القارئ.. كل التحليلات الاستخباراتية أكدت أن ماحدث في سوريا هو مؤامرة دولية، بداءت بغرفة عمليات دولية بقيادة المخابرات البريطانية Mi6 .. خطة دولية خبيثة لضرب عصفوريين بحجر واحد «إسقاط حكم الأسد، وجعل سوريا دولة منزوعة السلاح»، وهو النموذج الذي يراد تعميمه في غزة والأردن والعراق وباقي الدول العربية لضمان تفوق إسرائيل.. نعم .. كانت هناك غرفة عمليات مخابراتية ميدانية بقيادة البريطاني وحضور الأمريكي والإسرائيلي والاوكراني، وغرفة أخري بحضور روسيا وإيران وتركيا ودول عربية والكل اتفق علي إسقاط بشار.. والقاهرة التي لحقت مؤخراً باجتماع الدوحة بعد وصول الجماعات المسلحة إلى حمص، كانت ترى وتحذر من مستقبل سوريا، وبعد مشاورات عديدة وافقت على رحيل بشار الأسد لتوحيد غرفة العمليات تحت سقف الحفاظ علي «سايكس-بيكو» أي حدود الدول الحالية وعدم تقسيم سوريا إلى عدة دويلات.. إذن اللعبة الدولية هي التي أسقطت النظام السوري وليس الجولاني.. الجولاني وجماعته مجرد أداة في يد صانع القرار العالمي، وتركيا دعمته ودربته وقواته مقابل مجموعة من المكتسبات الاقتصادية والبقاء داخل الناتو وأحياء المشروع التركي التوسعي على حساب العرب في إطار إتفاق ضمني مع أمريكا والغرب، لتتحول تركيا إلى جانب إسرائيل لـ«الشرطي الذي يخدم مصالح الغرب في الشرق الأوسط مقابل الحماية والمال»..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى