صفوت عمران يكتب: من يحكم سوريا؟! .. والقادم في الشرق الأوسط.. أمريكا وروسيا.. مصر وإسرائيل!!
ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط ليس إلا تهيئة العالم إلى حرب نهاية الزمان، الحرب التي أختار لها صانع القرار العالمي أن تكون في المنطقة العربية لإبعاد الخطر عن أوروبا، وهو لا يعلم أنه يتحرك وفق مشيئة الله، وأن ترتيبات البشر مهما ظنوا أنها تحقق أهدافهم ومصالحهم الشخصية، فإنها تحقق ترتيبات الله للكون، قد يتشائم الكثيرون ويخافون على مستقبل الشرق الأوسط بعد كشف المخططات الصهيوامريكية التي تحاك للمنطقة، بينما يطمئن آخرون بأنه لا يحكم أحد في ملك الله إلا بأمره… أريدك عزيزي القارئ أن تقرأ وتطمئن.. تقرأ وانت مدرك أن كل شئ يسير إلى ما قدر له خيراً وشراً.. حياةً وموتاً.. انتصارا وهزيمةً .. فرحاً وحزناً .. بقاءا ورحيلاً..
عزيزي القارئ.. بعد ضرب كل البنية التكنولوجية والأسلحة الإستراتيجية بعيدة المدي، نجحت إسرائيل في إعادة سوريا للعصر العسكري الحجري .. وتمددت داخل الجولان واحتلت 300 كم مربع من الأراضي السورية، والغت إتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 .. أي إعلان الحرب علي سوريا بمجرد سقوط بشار الأسد وهروبه إلى روسيا.. بوضوح إسرائيل أزالت سوريا من الخارطة العسكرية بعد ساعات من رحيل الأسد.. وهو أمر شديدة الخطورة، يتجاوز فرحة التخلص من حكم الأسرة العلوية الدكتاتورية في سوريا إلى مخاوف من تفكك دولة عربية شقيقة وتحولها إلى عدة دويلات طائفية وعرقية متصارعة.. رغم كل رسائل الطمئنة التي صدرت خلال الأيام الماضية.
وفق خبراء فإن تحركات إسرائيل الأخيرة نحو محيطها العربي تعتمد على تنفيذ «خطة الجنرالات» أو «إستراتيجية نتنياهو».. الهادفة إلى إسقاط كل الاتفاقيات السابقة، بداية من اتفاقية الهدنة وفض الاشتباك لعام 1974، وحتي اتفاقيات وادي عربة وكامب ديفيد واوسلو، فكل الاتفاقيات الدولية للسلام بعد حرب أكتوبر أصبحت علي المحك منذ عملية طوفان الأقصى.. إسرائيل تمارس فائض القوة على دول الجوار العربي وتري نفسها دولة غير عادية فوق القانون.. دولة لا يحكمها القانون الدولي وتمارس قانونها الخاص بغطاء أمريكي.. ما يمكن أن نطلق عليه «عصر الفوضي وخرق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في الشرق الأوسط» من كيان محتل يدرك نهايته.. لذا إسرائيل عند حدوث أي فراغ في القيادة السياسية لدولة ما من دول الجوار، تبدأ على الفور دخول حدود تلك الدولة وتدمير سلاحها الاستراتيجي.. وهو خطر لو تعلمون عظيم.
وبعد إحتلال 300 كم مربع من سوريا، أصبحت العين على الأردن ثم سيناء.. الأردن مستهدف بإنتهاك اتفاق وادي عربة ومخطط دخول جيش الاحتلال الجغرافيا الاردنية بمجرد حدوث أي غياب للملك عبدالله بن الحسين عن السلطة بالعزل أو الوفاة، وهو ما قاله الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: «اذا نجح أي فيصل أردني في الاطاحة بالملك عبدالله يحق لإسرائيل إحتلال الأردن».. والسؤال: هل هذا مجرد تصريح تحذيري أم مخطط سوف يتم تنفيذه؟! .. الأمر الذي جعل مراقبون يتهمون التحالف الصهيوامريكي بإعداد خطة للإطاحة بالملك عبدالله من أجل إيجاد ذريعة لاحتلال الأردن، بينما يرى البعض أن إسرائيل تريد السيطرة على الضفة الغربية، وتهجير سكان الضفة إلى الأردن، حيث ان مخطط الشرق الأوسط الجديد يعتبر الاردن الوطن البديل للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية.
في ذات السياق.. ذهبت تقارير إعلامية غربية إلى أن أي فراغ سياسي مصري سيعني علي الفور محاولة انتشار إسرائيل داخل سيناء والتواجد خارج جغرافيا كامب ديفيد .. وهو خطر لو تعلمون عظيم، وسبق أن حاولت إسرائيل تنفيذه مع مصر عقب 25 يناير 2011، لكن القوات المسلحة المصرية هددت باستخدام الصواريخ الاستراتيجية في ضرب تل أبيب، وهو ما تسبب في تراجع الكيان وقتها عن دخول سيناء.. لكن خطة الكيان لاحتلال اجزاء من مصر موجوده، ولم تتوقف، ولم تنته، وحلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر مستمر، بعد أحداث سوريا نجحت تل أبيب في الوصول إلى نهر الفرات، ويتبقى في مخططها الوصول إلى نهر النيل.. وهو ما تحذر منه دوائر سياسية مصرية وتطالب بالاستعداد له بقوة وصلابة وعمق.
إسرائيل تبرر تدخلها العسكري في دول الجوار بأنها إجراءات مؤقتة لحماية نفسها، رغم مخالفة ذلك للمعاهدات والمواثيق الدولية، وترى أن انتشار الجيش المصري لمواجهة الإرهاب في سيناء خرق لاتفاقية كامب ديفيد يجب أن يقابله خرق إسرائيلي لسيناء، وهو ما نحذر منه، لأنه جزء من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء الذي ترفضه القاهرة، وتسعى إسرائيل جاهده لتنفيذه.. ووفق خبراء فإن عين المؤامرة كلها علي مصر، وكل ما تفعله إسرائيل هو انتظار ذريعة التدخل في سيناء لضرب الأسلحة الاستراتيجية المصرية التي زرعها الجيش المصري في أرض الفيروز خلال السنوات الأخيرة، بل وعودة احتلالها من جديد.. وهو خطر لو تعلمون عظيم.
نعم عزيزي القارئ.. استغلال الفراغ السياسي قد يكون حجة تل أبيب لدخول الاردن ومصر، وتحلم إسرائيل بفرصة سياسية علي طريقة رحيل بشار الأسد لكي تنتشر في سيناء ضد انتشار الجيش المصري، وخصوصاً بعد خرق اتفاقية 2005، والتواجد في وضعية هجوم بالسلاح داخل محور فلادلفيا دون اعتراض أمريكي أو أوروبي، فهدف إسرائيل الأساسي بعد أحداث سوريا، وتطويع انتفاضة الأقصى هو تدمير أسلحة مصر الاستراتيجية ودخول سيناء عبر إجراءات عسكرية على طريقة سيناريو سوريا وجنوب لبنان وغزة .. وسوف تبرر ذلك بأنها «اجراءات مؤقتة»، لن يراها الأمريكي اختراقاً لكامب ديفيد، وسوف تعتبرها تل أبيب اختراقاً أمام إختراق .. وهو ما دفع القاهرة خلال الفترة الماضية لنقل رسالة واضحة لإسرائيل والعواصم الغربية: «مصر لن تنتظر تفجير الدولة من الداخل كما حدث في دول الإقليم، بل سوف تنفذ حرب يوم القيامة، الجميع مقابل الجميع، سوف تضرب إسرائيل بالكامل، ولن تناور أو تنتظر فرص لن تأت»..
في ذات السياق، وفي ظل الصراع مع الكيان المحتل، ادرك بعض الحكام العرب، أن التطبيع مع إسرائيل لن يكون مفيداً، وأن أطماع تل أبيب لن تنته وقد تصل إلى بلادهم