يوسف عيد.. نجم الأدوار الصغيرة الذي صنع بصمة لا تُمحى في ذاكرة الكوميديا المصرية

تحلّ اليوم ذكرى ميلاد الفنان يوسف عيد، الذي يُعدّ واحدًا من أكثر الوجوه الكوميدية ارتباطًا بذاكرة الجمهور، رغم أن مسيرته لم تعتمد على الأدوار الكبيرة أو البطولات المطلقة، ولكنه امتلك حضورًا فريدًا، وطاقة كوميدية خاصة، وقدرة نادرة على خطف المشهد بابتسامة أو بجملة واحدة فقط ورغم بساطة ملامحه وأدواره، إلا أن حضوره ظل علامة مميزة في كل عمل شارك فيه، ليصبح من تلك الوجوه التي لا يمكن أن تُنسى مهما مر الزمن.
وُلد يوسف عيد في حي الجمالية بالقاهرة في 14 نوفمبر 1948، ونشأ داخل أسرة بسيطة ألحقته بالتعليم الأزهري، حيث حصل على الثانوية الأزهرية لكنه وبعد سنوات من الدراسة شعر بأن طريقه الحقيقي هو الفن، فترك الدراسة الجامعية لينطلق وراء حلمه الذي لازمه منذ الصغر.
بدأ يوسف عيد مشواره الفني في منتصف السبعينيات، عندما كان في السابعة والعشرين من عمره تقريبًا، وذلك من خلال مشاركته في مسرحية نحن لا نحب الكوسة، ولفت الأنظار سريعًا بفضل حضوره المختلف وقدرته على الإضحاك التلقائي، لينتقل بعدها إلى السينما من خلال دور صغير في فيلم شقة في وسط البلد، وهو الدور الذي فتح أمامه باب المشاركة في أعمال أخرى.
أعمال يوسف عيد
على مدار عقود من العمل الفني، قدّم يوسف عيد أكثر من 240 عملًا بين السينما والمسرح والتلفزيون، ورغم أن معظم أدواره كانت قصيرة أو ثانوية، فإنه نجح في ترك بصمة قوية في الذاكرة الفنية كان يمتلك قدرة نادرة على سرقة الأضواء في مشهد واحد، وأصبحت تعليقاته وإفيهاته جزءًا من تراث الكوميديا المصرية، مثل شخصية زكريا الدرديري في فيلم الناظر، وشخصية “بوب مارلي النسخة الشعبية في فيلم الحرب العالمية الثالثة.
تميّز يوسف عيد بعلاقاته الإنسانية الدافئة داخل الوسط الفني، وكان معروفًا بطيبة قلبه وروح الدعابة التي لا تنطفئ ورغم نجاحه الفني، مرّ في نهاية حياته ببعض المتاعب الصحية، كما أجرى عملية جراحية في عينه اليمنى بسبب مشكلات في الإبصار، لكنه واصل العمل دون توقف تقريبًا.
سبب وفاة يوسف عيد
رحل يوسف عيد عن عالمنا في 22 سبتمبر 2014 إثر أزمة قلبية مفاجئة داخل منزله، تاركًا وراءه رصيدًا كبيرًا من الأعمال التي لا يزال الجمهور يستعيدها ويبتسم كلما شاهدها.



